في إطار استراتيجية متكاملة لتعزيز أمنها القومي وتنويع مصادر التسلح، أبرمت السعودية شراكة استراتيجية مع كوريا الجنوبية لتوطين وتصنيع أنظمة الدفاع الصاروخي محلياً. هذه الخطوة التاريخية تعزز من قدرات الردع السعودية وتدعم مسيرة التحول في الصناعات العسكرية تماشياً مع مستهدفات رؤية 2030.
التوسع الكوري في السعودية
افتتحت شركة “LIG Nex1” الكورية الجنوبية المتخصصة في أنظمة الصواريخ والدفاع الجوي مكتبها الإقليمي في العاصمة الرياض بحضور رئيسها التنفيذي Shin Ik-hyun ومسؤولين سعوديين. يهدف هذا المكتب إلى أن يصبح مركزاً إقليمياً للتواصل والدعم الفني لأنظمة التسليح المتقدمة، مع تركيز خاص على نظام الدفاع الجوي بعيد المدى L-SAM الذي يُعد من أبرز المشاريع الدفاعية الكورية.
تعزيز التعاون العسكري الثنائي: من التوقيع إلى التطبيق
يشهد التعاون العسكري بين البلدين نمواً متسارعاً، حيث شملت الشراكة عدة مجالات حيوية:
- توقيع اتفاقية عام 2022 لتطوير منظومات الدفاع الجوي والصاروخي
- التعاون في مشاريع الطائرات بدون طيار والتقنيات الدفاعية الإلكترونية
- إنشاء أقسام متخصصة في البحث والتطوير داخل السعودية
- نقل التكنولوجيا وتوطين خطوط الإنتاج العسكرية
النظام الدفاعي L-SAM: ركيزة الردع الاستراتيجي
يُمثل نظام L-SAM الكوري للدفاع الجوي عنصراً أساسياً في هذه الشراكة، حيث يتميز بقدرات متطورة تتيح:
- اعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات عالية
- مواجهة التهديدات الجوية المتطورة
- التكامل مع الأنظمة الدفاعية الحالية مثل “باتريوت” و”ثاد”
- تشكيل منظومة دفاعية متعددة الطبقات
التحول الاستراتيجي: من الاعتماد الأحادي إلى تعدد المصادر
تعكس هذه الشراكة تحولاً استراتيجياً في سياسة السعودية الدفاعية، حيث تتجه:
- لتنويع مصادر التسلح beyond الاعتماد التقليدي على الغرب
- تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع دول آسيوية متقدمة technologically
- بناء قاعدة صناعية عسكرية وطنية متكاملة
- تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الدفاعي
توطين الصناعة العسكرية: نحو تحقيق رؤية 2030
تمثل هذه الشراكة خطوة عملية نحو تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في مجال التوطين العسكري، من خلال:
- نقل وتوطين التقنيات العسكرية المتقدمة
- تطوير الكفاءات المحلية في المجالات الدفاعية
- إنشاء مراكز بحث وتطوير متخصصة
- تعزيز المحتوى المحلي في الصناعات العسكرية
تمثل الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وكوريا الجنوبية نقلة نوعية في مسيرة التصنيع العسكري المحلي، وتعزز من قدرات الردع السعودية في مواجهة التحديات الإقليمية. هذا التعاون لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يمثل نموذجاً ناجحاً للشراكة الشاملة التي تدعم تحقيق مستهدفات رؤية 2030 وتعزز مكانة المملكة كقوة إقليمية فاعلة في مجال الصناعات الدفاعية.
