شهدت مدينة إسطنبول التركية اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025، هزة أرضية جديدة شعر بها ملايين السكان، في تذكير متجدد بالمخاطر الزلزالية التي تهدد المنطقة. جاءت هذه الهزة بعد أيام فقط من هزة أرضية أخرى شعر بها سكان منطقة مرمريس، مما يسلط الضوء على النشاط المتجدد للصدوع الجيولوجية في البلاد.
الزلزال بالأرقام: القوة والموقع والعمق
- الوقت: الساعة 2:55 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (11:55 بتوقيت غرينتش) .
- القوة: 5.1 درجة على مقياس ريختر (أشارت بعض التقارير إلى 5.19 درجة) .
- المكان: وقع الزلزال في بحر مرمرة، على بعد حوالي 18 كيلومتراً من سواحل منطقة أريليسي (إيريغليسي) في ولاية تكيرداغ .
- العمق: كان الزلزال سطحيًا، حيث بلغ عمقه 6.71 كيلومتراً فقط تحت سطح البحر، وهو ما يفسر شعور الكثيرين به .
مشاهد من الأرض: الذعر والاستجابة
أفاد شهود عيان لوكالة رويترز بأن الزلزال تسبب في اهتزاز المباني الشاهقة في إسطنبول، ما أثار حالة من الذعر بين السكان الذين هرع بعضهم إلى الشوارع تحسباً لهزات ارتدادية أو حدوث أضرار .
ورداً على ذلك، تحركت السلطات التركية على الفور. حيث أعلن مكتب رئيس بلدية إسطنبول عبر منصة “إكس” أن فرقه الميدانية باشرت عمليات معاينة للمباني والمناطق التي شعر سكانها بالهزة . كما دعت إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) المواطنين إلى الهدوء وعدم الانسياق وراء الشائعات، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة .
تطمينات رسمية وتقارير أولية
بحسب المعلومات الأولية الصادرة عن إدارة الكوارث والطوارئ والبلدية، لم تُسجل أي خسائر بشرية أو أضرار مادية جسيمة نتيجة لهذا الزلزال . وقد امتد تأثير الهزة ليُشعر به سكان ولايات أخرى مجاورة مثل شانق قلعة، وأدرنة، وباليك اسير، وكيركلارلي .
الهزة الأرضية السابقة في مرمريس
قبل أيام فقط، وتحديداً يوم الأحد الماضي، ضرب زلزال آخر بقوة 5.4 درجة على مقياس ريختر ولاية كوتاهية الواقعة غرب تركيا، وشعر به سكان إسطنبول وبورصة وإزمير . كما سبق ذلك في الشهر الماضي زلزال بقوة 6.1 درجة ضرب ولاية باليكسير شمال غربي البلاد .
أما بالنسبة للهزة المذكورة في مرمريس، فمن المهم الإشارة إلى أن إحدى نتائج البحث ذكرت وقوع زلزال في منطقة مرمريس أسفر عن “قتيلة”، إلا أن الرابط الخاص بهذا الخبر يعود إلى موضوع مختلف تماماً وغير مرتبط . لذلك، ولضمان الدقة، يجب الاعتماد على التقارير المؤكدة من الجهات الرسمية مثل إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) فيما يخص أي تفاصيل عن حوادث سابقة.
لماذا تركيا معرضة للزلازل؟
تُعد تركيا من أكثر دول العالم عرضة للزلازل بسبب موقعها الجيولوجي الحرج، حيث تقع على خطوط صدع نشطة أهمها صدع شمال الأناضول الذي يمر قرب بحر مرمرة ويشكل تهديداً كبيراً لإسطنبول منذ فترة طويلة . وقد شهدت البلاد قبل عامين فقط أحد أعنف الزلازل في تاريخها الحديث، الذي بلغت قوته 7.8 درجة في فبراير 2023 وأودى بحياة عشرات الآلاف في جنوب تركيا وشمال سوريا .
خلاصة: الهزة الأرضية اليوم، وإن كانت محدودة العواقب، فهي جرس إنذار آخر يؤكد الحاجة المستمرة إلى التأهب والاستعداد الدائم لمواجهة الكوارث الطبيعية في منطقة نشطة زلزالياً مثل تركيا. تظل إسطنبول، بموقعها الفريد وتاريخها الزلزالي، مدينةً جميلةً لكنها تقع على صفيح ساخن، مما يتطلب وعياً فردياً وجاهزية مؤسسية على أعلى مستوى.
