
قد يبدو الأمر غريباً للوهلة الأولى، ولكن هناك علامة جسدية غير معتادة حظيت باهتمام الأطباء والباحثين على مدى عقود: وجود تجعد أو ثنية قطرية مائلة في شحمة الأذن. تشير بعض الأبحاث والملاحظات الطبية إلى أن ظهور هذا التجعد قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حتى لو كنت تشعر بصحة جيدة ولا تعاني من أي أعراض.
هذه المقالة تهدف إلى التوعية الصحية العامة. ليست تشخيصاً طبياً، ولا تغني عن استشارة الطبيب المختص. إذا لاحظت أي علامة على جسمك أو شعرت بأعراض مثل آلام الصدر أو ضيق التنفس، يجب مراجعة الطبيب فوراً لإجراء الفحوصات اللازمة.
ما هي “علامة فرانك” على الأذن؟
تُعرف هذه العلامة طبياً باسم “علامة فرانك” (Frank’s Sign)، نسبة إلى الطبيب الأمريكي ساندرز فرانك الذي وصفها لأول مرة في سبعينيات القرن الماضي. هي عبارة عن تجعد أو خط مائل عميق يمتد بشكل قطري عبر شحمة الأذن، من قناة الأذن نحو حافة الشحمة الخلفية.
• تجعد عميق وواضح يشبه القطع
• يمتد بطول شحمة الأذن قطرياً
• يظهر في كلا الأذنين غالباً
• لا يختفي عند شد الشحمة بلطافة
• تجعدات سطحيّة ومتعددة
• تظهر في مناطق مختلفة من الشحمة
• قد تكون في أذن واحدة
• مرتبطة بتقدم العمر وترهل الجلد
ما الصلة بين الأذن والقلب؟ النظريات العلمية
على الرغم من أن العلاقة السببية المباشرة غير مفهومة تماماً، إلا أن هناك عدة نظريات علمية تحاول تفسير هذه الرابطة الغريبة بين شكل شحمة الأذن وصحة القلب:
تشير النظرية الأكثر قبولاً إلى أن تكون التجعد ناتجاً عن تصلب الشرايين وفقدان مرونتها. الأوعية الدموية التي تغذي شحمة الأذن صغيرة جداً وحساسة، وقد تكون من أول الأماكن التي تظهر عليها علامات تلف الأوعية الدموية الناتج عن الشيخوخة أو المرض، تماماً كما يحدث في الشرايين التاجية المغذية للقلب.
قد يكون هناك عامل جيني أو وراثي مشترك يؤثر على تطور الأنسجة الضامة في الجسم (التي تشكل جزءاً من جدران الأوعية الدموية وشحمة الأذن) بشكل يجعل بعض الأشخاص عرضة لكل من ظهور التجعد في الأذن والإصابة بأمراض القلب.
من الضروري التأكيد أن “علامة فرانك” ليست سبباً لأمراض القلب، وإنما قد تكون مؤشراً مرافقاً أو علامة تحذيرية مبكرة، خاصة إذا كانت موجودة لدى شخص لديه واحد أو أكثر من عوامل الخطر الحقيقية التالية:
- ارتفاع ضغط الدم غير المسيطر عليه
- ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم
- مرض السكري أو مقدمات السكري
- التدخين بجميع أشكاله
- السمنة وخصوصاً تراكم الدهون في منطقة البطن
- قلة النشاط البدني والخمول
- التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب المبكرة
- التوتر المزمن والضغط النفسي
إذا لاحظت وجود تجعد عميق في شحمة أذنك (خاصة إذا كان في كلتا الأذنين)، لا داعي للذعر، ولكن يمكنك اتخاذ الخطوات التالية:
- لا تعتمد على العلامة وحدها: تذكر أن هذه العلامة ليست تشخيصية ولا تظهر لدى جميع مرضى القلب، بل وقد تظهر عند أشخاص أصحاء تماماً.
- راجع طبيبك للفحص الدوري: استخدم هذه الملاحظة كدافع لإجراء فحص طبي شامل، خاصة إذا كنت فوق سن الأربعين أو لديك عوامل خطر أخرى.
- اطلب فحوصات القلب الأساسية: قد يوصي طبيبك بإجراء تخطيط كهربية القلب (ECG)، فحص الدم للكوليسترول والدهون، وربما فحص الجهد القلبي إذا لزم الأمر.
- ركز على الوقاية: بغض النظر عن وجود العلامة من عدمه، فإن اتباع أسلوب حياة صحي هو أقوى وسيلة لحماية قلبك.
- اتبع نظاماً غذائياً صحياً للقلب: غني بالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، والدهون الصحية (كالأفوكادو والمكسرات وزيت الزيتون). قلل من الملح، السكريات، والدهون المشبعة.
- مارس النشاط البدني بانتظام: استهدف 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً من النشاط الهوائي المعتدل (كالمشي السريع).
- حافظ على وزن صحي: مؤشر كتلة الجسم (BMI) المثالي يتراوح بين 18.5 و24.9.
- أقلع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي: هذا أحد أهم الإجراءات الوقائية.
- تحكم في التوتر: عبر تقنيات الاسترخاء، التأمل، أو ممارسة الهوايات.
- افحص ضغط الدم والكوليسترول والسكر بانتظام: الكشف المبكر هو مفتاح العلاج الفعال.
- احصل على قسط كافٍ من النوم الجيد: (7-9 ساعات للبالغين).
الخلاصة: وعي وليس ذعر
“علامة فرانك” في شحمة الأذن هي ظاهرة طبية مثيرة للاهتمام وتذكير بمدى تعقيد وترابط أجهزة الجسم. يجب النظر إليها على أنها جرس إنذار محتمل ودافع لمراجعة الطبيب وفحص صحة القلب، وليس كتشخيص قاطع بالمرض. التركيز يجب أن يكون دائماً على عوامل الخطر القابلة للتعديل ونمط الحياة الصحي، فهي العوامل الحاسمة في الحفاظ على قلب سليم لسنوات طويلة.










