ثورة في علاج السرطان: تقنية FLASH الإشعاعية توفر علاجاً فائق السرعة بآثار جانبية محدودة

كشفت الأبحاث العلمية الحديثة عن تطور هام في مجال علاج السرطان بالإشعاع، حيث تقدم تقنية FLASH العلاجية أملاً جديداً للمرضى عبر توفير علاج إشعاعي متقدم يستغرق أقل من ثانية واحدة، مع آثار جانبية أقل مقارنة بالعلاج الإشعاعي التقليدي.

نقلة نوعية في العلاج الإشعاعي

تجري حالياً في المختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات (سيرن) بسويسرا تجارب رائدة على تقنية FLASH، التي تمثل تقدماً هاماً في مجال علاج السرطان. تعتمد هذه التقنية على تسريع الجسيمات إلى مستويات طاقة عالية جداً، مستفيدة من الخبرة المتراكمة في مجال فيزياء الجسيمات التي أدت إلى اكتشاف بوزون هيغز عام 2012.

مبدأ عمل التقنية الثورية

تعمل تقنية FLASH على توصيل الإشعاع بمعدلات جرعات عالية للغاية خلال فترة تعرض تقل عن الثانية الواحدة، مما يمكنها من:

  • تدمير الخلايا السرطانية بشكل انتقائي
  • الحفاظ على الأنسجة السليمة المحيطة بالورم
  • تقليل الآثار الجانبية التقليدية للعلاج الإشعاعي
  • تحقيق فعالية علاجية أعلى

نتائج واعدة في التجارب السريرية

أظهرت الدراسات الأولية على الحيوانات والبشر نتائج إيجابية ملموسة:

  • تجربة جامعة سينسيناتي: أظهرت نفس الفعالية العلاجية مع معدلات آثار جانبية مماثلة للعلاج التقليدي
  • تجارب مستشفى جامعة لوزان: تجارب المرحلة الثانية على مرضى سرطان الجلد
    تجارب جامعة بنسلفانيا: المزمع إجراؤها على مرضى أورام الدماغ والرقبة

التحديات والتطوير المستقبلي

تواجه التقنية عدة تحديات تقنية:

  • الحاجة إلى مسرعات جسيمات متطورة ومكلفة
  • صعوبة توسيع نطاق الوصول للعلاج عالمياً
  • ضرورة التكيف مع مختلف أنواع الجسيمات (بروتونات، إلكترونات، أيونات الكربون)

تأثير محتمل على الفجوة العلاجية العالمية

تمثل تقنية FLASH أملاً في سد “فجوة العلاج الإشعاعي” بين الدول، حيث:

  • 10% فقط من مرضى السرطان في البلدان منخفضة الدخل يحصلون على العلاج الإشعاعي
  • تحتاج أفريقيا جنوب الصحراء إلى أكثر من 5000 جهاز إشعاعي إضافي
  • يمكن للتقنية الجديدة زيادة القدرة الاستيعابية للمراكز الطبية

الخاتمة: مستقبل واعد لعلاج السرطان

تمثل تقنية FLASH نقلة نوعية في مجال علاج السرطان بالإشعاع، حيث توفر أملاً جديداً لتحسين outcomes العلاجي وتقليل الآثار الجانبية. مع استمرار التطور التقني والتجارب السريرية، قد تصبح هذه التقنية متاحة على نطاق wider في المستقبل القريب، مما يساهم في تحسين فرص الشفاء لملايين المرضى حول العالم.

أقرأ ايضاً:-



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى