
في عالم تتسارع فيه عجلة الثروة، تبرز أسماء قليلة تهيمن على اقتصاد الكوكب. حتى ديسمبر 2025، وصلت الثروة المجمعة لأغنى عشرة أشخاص في العالم إلى مستوى قياسي جديد، يتجاوز 2.4 تريليون دولار. هذه القائمة التي تصدرها مؤسسة فوربس العالمية شهرياً، ليست مجرد أرقام، بل هي قصة تحولات جذرية في مصادر الثروة والسلطة الاقتصادية.
يبلغ الحد الأدنى للدخول إلى هذه القائمة حالياً 151.9 مليار دولار
أغنى 10 أشخاص في العالم حتى ديسمبر 2025
يحافظ “الرجل الحديدي” على صدارة قائمة الأغنى عالمياً للشهر السادس عشر على التوالي. رغم خسارة جزء من ثروته بسبب تراجع أسهم تسلا، إلا أن الفجوة بينه وبين منافسيه تظل كبيرة.
شهد المؤسس المشارك لجوجل قفزة تاريخية هذا الشهر، متقدماً إلى المركز الثاني عالمياً للمرة الأولى في مسيرته. هذه الزيادة الضخمة مدفوعة بارتفاع أسهم شركة ألفابت بنسبة 14% بعد إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد.
شهد مؤسس عملاق البرمجيات “أوراكل” أكبر خسارة بين جميع المليارديرات هذا الشهر، حيث تراجعت ثروته بشكل كبير بعد هبوط حاد في أسهم شركته، مما دفعه للتراجع من المركز الثاني إلى الثالث.
رغم تراجع ثروته هذا الشهر، يظل مؤسس أمازون أحد أقوى الشخصيات في عالم الأعمال والتجارة الإلكترونية.
المؤسس المشارك الآخر لجوجل، والذي استفاد هو الآخر من صعود أسهم ألفابت، ليقفز إلى المركز الخامس عالمياً.
رئيس شركة ميتا يحافظ على مكانته بين العشرة الأوائل رغم تراجع طفيف في ثروته هذا الشهر.
الفرنسي الوحيد في القائمة، ورئيس مجموعة السلع الفاخرة العملاقة، استفاد من أداء قوي لشركاته في قطاع الرفاهية.
رغم خسائره الكبيرة بسبب مخاوف الأسواق من المنافسة في قطاع الرقائق، احتفظ مؤسس إنفيديا بمقعده بين العشرة الأوائل.
مؤسس شركة ديل يحافظ على مكانته في القائمة رغم تراجع طفيف في ثروته.
عاد “عراف أوماها” البالغ من العمر 95 عاماً إلى القائمة بعد غياب، مدعوماً بأداء قوي لشركته بيركشير هاثاواي واستثماراتها الناجحة.
أبرز التحولات والاتجاهات الملاحظة
كان أبرز تحول في القائمة هذا الشهر هو الصعود المدوي لـ لاري بيج إلى المركز الثاني، وسيرجي برين إلى المركز الخامس. هذا التقدم المذهل جاء كتأثير مباشر لإطلاق جوجل لنموذج الذكاء الاصطناعي المتقدم، مما يعكس كيف أن سباق التكنولوجيا هذا بات المحرك الأكبر لتقلبات ثروات أغنى أغنياء العالم.
- سجل لاري إليسون أكبر خسارة شهرية بين المليارديرات، حيث فقد 67 مليار دولار من ثروته.
- في المقابل، حقق لاري بيج وسيرجي برين مكاسب ضخمة بلغت 30 و27 مليار دولار على التوالي.
- خرج ستيف بالمر (الرئيس التنفيذي السابق لمايكروسوفت) من قائمة العشرة الأوائل هذا الشهر.
بلغت ثروة أغنى 10 أشخاص مجتمعين في سبتمبر 2025 حوالي 2.13 تريليون دولار. يشير الرقم الحالي البالغ 2.4 تريليون دولار إلى نمو كبير في القيمة الإجمالية خلال أشهر قليلة، يعكس بشكل رئيسي الارتفاع الهائل في ثروات عمالقة التكنولوجيا.
نظرة على المشهد الأوسع للثروة العالمية
هذه القائمة ليست سوى قمة جبل الجليد في مشهد الثروة العالمي الأوسع:
- يوجد في العالم حالياً ما يقرب من 2,900 ملياردير، بثروة إجمالية تقارب 15.8 تريليون دولار.
- يستمر تركيز الثروة في التسارع، حيث ارتفع عدد المليارديرات بنحو 200 شخص خلال عام واحد فقط.
- حوالي ثلث مليارديرات العالم يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية.
- تظهر تقارير أن ثروة أغنى 1% من سكان العالم ارتفعت بمقدار 42 تريليون دولار خلال العقد الماضي.
خاتمة: ثروة في حالة حركة دائمة
قائمة ديسمبر 2025 تقدم لقطة سريعة لمشهد ديناميكي للغاية. بينما يظل إيلون ماسك حصيناً في الصدارة، فإن المعركة الحقيقية تدور في المراكز التالية، حيث يغير سباق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا من موازين القوى بين عمالقة الصناعة. ما يظهر جلياً هو أن مصادر الثروة تتجه أكثر فأكثر نحو الابتكار التكنولوجي، بينما تظل هذه الثروات الهائلة مرهونة بتقلبات سوق الأسهم التي قد ترفع أو تخفض قيمتها بمليارات الدولارات بين عشية وضحاها.
مع نهاية عام 2025، تؤكد هذه القائمة أن عصر تراكم الثروات القياسي لم ينته بعد، لكنه بات أكثر تقلباً وأسرع تحولاً من أي وقت مضى.










