انتشرت مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت إدعاءات جريئة عن “نبتة موجودة في كل منزل” قادرة على علاج تضخم البروستاتا في 7 أيام فقط ووضع حد لآلام التبول. ولكن ما هي الحقيقة الطبية وراء هذه الادعاءات؟ وهل يوجد علاج سحري وسريع لهذه الحالة الشائعة بين الرجال؟
تنبيه طبي مهم
يجب التأكيد على أن تضخم البروستاتا حالة طبية تحتاج إلى تشخيص وعلاج من قبل طبيب مختص. الادعاءات بعلاجها خلال أسبوع بنبتة منزلية تفتقر إلى الأدلة العلمية الموثوقة وقد تؤخر الحصول على العلاج المناسب.
ما هو تضخم البروستاتا الحميد؟
تضخم البروستاتا الحميد (BPH) هو حالة شائعة غير سرطانية حيث تكبر غدة البروستاتا مع تقدم الرجال في العمر. تقع البروستاتا تحت المثانة وتحيط بالإحليل (مجرى البول)، وعندما تتضخم، يمكنها الضغط على الإحليل مما يسبب أعراضاً بولية مزعجة:.
أعراض تضخم البروستاتا الشائعة
- ضعف تدفق البول أو تدفق متقطع
- صعوبة بدء التبول
- الحاجة الملحة للتبول بشكل مفاجئ
- التبول المتكرر، خاصة في الليل (تبول ليلي)
- الشعور بعدم اكتمال إفراغ المثانة
- بذل مجهود أثناء التبول
- في الحالات المتقدمة: احتباس البول الكامل أو التهابات متكررة
العلاجات الطبية المعتمدة لتضخم البروستاتا
يعتمد علاج تضخم البروستاتا على شدة الأعراض وتأثيرها على جودة الحياة. تشمل الخيارات العلاجية الطبية المعتمدة ما يلي:
1. المراقبة والانتظار اليقظ
في الحالات الخفيفة التي لا تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، قد يوصي الطبيب بالمراقبة الدورية مع إجراء تغييرات في نمط الحياة.
2. الأدوية
- حاصرات ألفا: تسترخي عضلات البروستاتا وعنق المثانة، مما يحسن تدفق البول ويقلل الأعراض.
- مثبطات الـ 5-ألفا: مثل عقار فيناسترايد، التي تقلل حجم البروستاتا بمرور الوقت عن طريق منع تحويل هرمون التستوستيرون إلى ديهيدروتستوستيرون.
- أدوية مركبة تجمع بين النوعين.
3. الإجراءات الجراحية الطفيفة التوغل
لحالات التضخم المتوسطة إلى الشديدة، توجد إجراءات مثل استئصال البروستاتا عبر الإحليل (TURP)، أو علاجات أخرى باستخدام الليزر أو الحرارة لإزالة أو تقليص أنسجة البروستاتا الزائدة.
النباتات والأعشاب: ما هي الأدلة المتوفرة؟
هناك بعض الأعشاب التي تمت دراستها لدورها المحتمل في تخفيف أعراض البروستاتا، لكن الأدلة على فعاليتها تتفاوت ولا تعادل قوة الأدوية الموصوفة:
نخلية الساو بالميتو (Saw Palmetto)
هي الأكثر شيوعاً. تشير بعض الدراسات إلى أنها قد تساعد في تخفيف الأعراض البولية الخفيفة، لكن دراسات أخرى كبيرة لم تجد فائدة تفوق الدواء الوهمي.
الطحلب الأيسلندي
يُزعم أنه يقلل الالتهاب، لكن الدليل السريري محدود.
جذور نبات القراص
هناك بعض الأبحاث الأولية حول دورها، لكن النتائج غير حاسمة.
من المهم ملاحظة أن موقع ويب طب، وهو مصدر طبي موثوق، يذكر أن بعض الأعشاب مثل الفطر الريشي (Ganoderma lucidum) يُعتقد بأنه يعمل على تقليل نمو البروستاتا، ولكنه يشير في الوقت ذاته إلى أن “الأبحاث حول ذلك قليلة وغير كافية”. كما يُذكر خليط أعشاب صيني (غوشي جنكا غان) له تأثير مشابه.
احذر من الادعاءات المبالغ فيها
لا يوجد عشب أو “نبتة منزلية” واحدة تمتلك أدلة علمية قاطعة على قدرتها على “علاج” تضخم البروستاتا بشكل كامل خلال أسبوع. مثل هذه الادعاءات تعتبر غير مسؤولة طبياً وقد تمنع المريض من السعي لتشخيص صحيح، خاصة أن أعراض تضخم البروستاتا قد تتشابه مع أعراض حالات أكثر خطورة مثل سرطان البروستاتا.
نصائح عملية لإدارة أعراض تضخم البروستاتا
بالإضافة إلى العلاج الطبي، يمكن لتغييرات نمط الحياة أن تساعد في السيطرة على الأعراض:
- إدارة السوائل: قلل من شرب السوائل قبل النوم بساعتين أو ثلاث لتقليل التبول الليلي
- تجنب المهيجات: قلل من الكافيين (القهوة، الشاي، الكولا) والكحول والأطعمة الحارة، حيث يمكنها تهيج المثانة وزيادة الأعراض.
- تمارين قاع الحوض (تمارين كيجل): يمكن أن تقوي العضلات حول المثانة والإحليل وتساعد في التحكم في التبول.
- الحفاظ على وزن صحي: ترتبط السمنة بزيادة خطر وشدة أعراض تضخم البروستاتا.
- عدم تأجيل التبول: اذهب إلى الحمام عندما تشعر بالحاجة وخذ وقتك لإفراغ المثانة بشكل كامل.
متى يجب عليك زيارة الطبيب فوراً؟
اطلب العناية الطبية على الفور إذا واجهت أي من الأعراض التالية، والتي قد تشير إلى مضاعفات خطيرة:
- عدم القدرة التامة على التبول (احتباس البول الحاد)
- ألم شديد أثناء التبول أو في منطقة الحوض
- ظهور دم في البول
- الحمى أو القشعريرة المصاحبة لأعراض بولية
- ألم في الظهر أو الجانبين قد يشير إلى مشكلة في الكلى
الرسالة الأساسية
تضخم البروستاتا الحميد حالة قابلة للعلاج بشكل فعال بالأدوية والإجراءات الطبية الحديثة. بينما قد يكون لبعض المكملات العشبية دور مساعد في تخفيف الأعراض الخفيفة لدى البعض، يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها لأنها قد تتفاعل مع أدوية أخرى. لا تنخدع بالوعود السريعة وغير الواقعية، فالعناية بصحتك تستحق اتباع المسار الطبي الموثوق.
