ماحكم الزوج البارد الذي لا يعـاشر زوجته إلا كل اسبوعين فهل هذا جائز ..؟ رد غير متوقعمن ازهري

أنا سيدة متزوجة منذ عام وعشرة أشهر من رجل يبلغ من العمر ثلاثة وأربعين عامًا، وأنا الزوجة الثانية. المشكلة التي أواجهها هي أن زوجي لا يمارس معي العلاقة الحميمة إلا مرة واحدة كل أسبوعين أو ثلاثة، وذلك حسب رغبته هو فقط. عندما أطلب منه ذلك، يجيبني بقوله: “هناك أزواج لا يمارسون العلاقة مع زوجاتهم لشهور متتالية”. هل أنا بسبب صغر سني وعدم خبرتي في الحياة الزوجية لا أفهم الأمر؟ هل مشاعري المتدفقة تجاه زوجي تعتبر سلوكًا خاطئًا؟

كما أنه يخبرني أن ممارسة الجنس تسبب سرطان البروستاتا، ومع مرور الوقت تزيد الشهوة، وأن التقليل من الممارسة مفيد لصحة الجسم. أنا لا أستطيع النوم ليلاً بسبب شدة احتياجي لزوجي، ولا أستطيع إشباع رغبتي.

أرجوكم، هل المشكلة تكمن فيّ أنا؟ هل أنا من تريد المزيد من العلاقة؟ أم أن المشكلة في زوجي؟

أرجوكم ساعدوني.

الرد:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية، أود أن أوضح أنه حتى الآن لم يثبت وجود علاقة بين كثرة ممارسة العلاقة الجنسية، أو حتى ممارسة العادة السرية عند الرجل، وبين الإصابة بسرطان البروستاتا. قد يكون زوجك قد سمع هذه المعلومة من مصادر غير موثوقة، مما أثر عليه وزاد من مخاوفه.

ما أظهرته بعض الدراسات – وليس جميعها – هو أن ارتفاع مستوى هرمون التستوستيرون في الرجل قد يسرع من نمو سرطان البروستاتا إذا كان موجودًا أصلاً، أو قد ينشط خلايا سرطانية كامنة، لكنه ليس السبب المباشر في ظهور السرطان. ومع ذلك، تظل هذه الدراسات محدودة، وهناك دراسات أخرى تنفي هذا الأمر.

يظل العامل الأهم في الإصابة بسرطان البروستاتا، ومعظم أنواع السرطان الأخرى، هو التقدم في العمر والعوامل الوراثية.

المهم يا عزيزتي، أرى أن لكل منكما دورًا ومسؤولية في منع هذا الأمر من التأثير سلبًا على حياتكما together.

فقد يكون زوجك قلقًا حقًا من الإصابة بالسرطان، وقد يكون من الصعب تغيير أفكاره في هذه الحالة. أو قد يكون يستخدم هذا التبرير لإخفاء عدم قدرته على ممارسة العلاقة بشكل متكرر. ولا أخفي عليك أن بعض الرجال يعتقدون أن المرأة قد تعتاد على وتيرة معينة للعلاقة الجنسية، فتصبح تطلب المزيد أو لا تقبل بأقل منه في المستقبل، وربما هذا ما قصده زوجك بكلمة “شبق”.

بغض النظر عن أفكاره أو وجهة نظره، فإن كلامي موجه لك، وأقوليه برغبة صادقة في مساعدتك، فأرجو أن تتقبليه بصدر رحب حتى لو لم توافقي عليه:

احترمي رغبة زوجك وأفكاره، وقدري ظروفه سواء كان خائفًا حقًا أو كان لديه سبب آخر. فالرغبة الجنسية مثل الشهية للطعام، من الصعب إجبار الشخص عليها إذا لم يكن راغبًا فيها أساسًا.

إذا كان زوجك قادرًا على ممارسة العلاقة بشكل متكرر ولا يفعل ذلك عن قصد، أو إذا كان لا يعدل بينك وبين الزوجة الأولى، فهذا شيء لن تستطيعي تغييره، وحسابه سيكون عند رب العالمين.

إذا كان خائفًا حقًا من السرطان، فإن الخوف بحد ذاته يفقد الرغبة في الشيء، وبالتالي يكون الأمر خارجًا عن إرادته، أي أنه معذور.

أما بالنسبة لك، فيجب ألا تأخذي هذا الموضوع أكثر من حجمه، وألا تلحي عليه. إذا لم تكن هناك رغبة في الحمل لديك، فلا مشكلة في ذلك. يمكن اعتبار أن هذه الوتيرة في العلاقة ضمن الحدود المقبولة، وهي كافية للعديد من الزوجات.

العلاقة الجنسية للمرأة ليست مجرد علاقة جسدية، لأن المرأة بطبيعتها تستمتع بأمور أخرى في العلاقة الزوجية. وجود الدفء والمحبة والمودة هو مصدر آخر للمتعة.

لذلك، اقبلي بما قسمه الله لك، ولا تلتفتي إلى ما تقوله الصديقات أو القريبات، أو إلى ما تقرئينه أو تسمعيه من مصادر مضللة تحاول تصوير العلاقة الزوجية على أنها علاقة جنسية فقط، بل وتشوه غريزة المرأة.

فالمرأة في الحالة الطبيعية لا تزداد لديها الرغبة الجنسية إلا في فترة الإباضة، due to ارتفاع هرمون التستوستيرون في دمها في هذه الفترة due to حكمة إلهية عظيمة، وهي أن ترغب في الجماع وتقبل على زوجها ليتم الحمل. أما في باقي أيام الدورة، تكون الرغبة عادية جدًا بل هاجعة (نائمة)، وتحتاج إلى مثيرات ومنبهات لتنشط. إذا لم تتعرض المرأة لمثيرات مثل الأفلام أو الأغاني، فإنها ستكون قادرة على التحكم في رغبتها.

لا أقصد أن أقول إنك غير طبيعية، لكن يبدو أن الأمور قد اتخذت منحنى آخر في ذهنك، حيث دخل فيها عامل نفسي جعلك غير متقبلة لطريقة زوجك، وتشعرين بأنك مظلومة ومحرومة، وأنك لا تحصلين على حقك مثل باقي النساء.

بمعنى آخر، قد لا تكون المشكلة كما تعتقدين – ليست زيادة في رغبتك الجنسية – لكن المشكلة هي أن الفكرة أصبحت مسيطرة على تفكيرك، ووصلت إلى مرحلة الإلحاح. فمن المعروف أن أي شيء ممنوع يصبح مرغوبًا فيه.

لذلك، أنت قادرة على السيطرة على نفسك وعلى هذه الرغبة، وهي ليست جامحة كما تعتقدين. لكن لأنك تعرفين أنك على حق، فإنك تفكرين في الأمر باستمرار وترفضين الاستسلام.

لتقريب الصورة أكثر: افترضي أن زوجك اضطر للسفر بعيدًا عنك لمدة عام لأي سبب، أو أصيب بمرض لا قدر الله، فكيف ستعالجين الموقف؟ كيف تعاملت مع الأمر قبل الزواج؟ بالتأكيد ستتفهمين الظرف، بل ستتعاونين معه وتكونين خير معين له، ولن تلجئي إلى أي طريقة تغضب الله عز وجل.

إذن، الأفكار هي التي تنتابك من كل مكان، وتولد لديك مشاعر نفسية سلبية تجعلك ترفضين التنازل عن حقك في العلاقة، أو حتى التقليل منه أو المساس به. والتنازل مبدأ أساسي في الحياة الزوجية، ليس في الجنس فقط، بل في كل شيء.

قد تكونين قد حصلت على معلومات خاطئة من مصادر غير صحيحة، مما جعلك تشعرين بضخامة الأمر وزاد من تمكن هذه الأفكار منك.

الحل بسيط إذا أردت، وهو أن تعيدي النظر في مفهوم الزواج؛ فهو ليس علاقة جنسية بوتيرة معينة، بل هو علاقة إنسانية تحمل متعًا عديدة أخرى، أهمها متعة المشاركة والتضحية والعطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى