السعودية تستعد للاستحواذ على “إي أيه سبورتس” في صفقة تاريخية بقيمة 55 مليار دولار

في صفقة تعد الأكبر من نوعها على الإطلاق، تقف المملكة العربية السعودية على أعتاب الاستحواذ على شركة “إلكترونيك آرتس” (EA)، المطورة للألعاب الشهيرة مثل “EA Sports FC” و “Madden NFL”، وذلك ضمن صفقة ضخمة تبلغ قيمتها 55 مليار دولار . تأتي هذه الخطوة الاستثمارية العملاقة كجزء أساسي من رؤية السعودية الطموحة 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للألعاب الإلكترونية والرياضات الإلكترونية .

تفاصيل الصفقة: تحالف استثماري عملاق

تُعتبر هذه الصفقة من التعقيد والحجم بما يجعلها محل متابعة عالمية. فيما يلي أبرز ملامحها:

  • التحالف الاستثماري: تقود الصفقة تحالفاً استثمارياً يضم صندوق الاستثمارات العامة السعودي كشريك رئيسي، إلى جانب شركة “سيلفر ليك” المتخصصة في الاستثمارات التكنولوجية، وشركة “أفينيتي بارتنرز” التابعة لـ جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب .
  • هيكل التمويل: يجمع التحالف استثمارات بقيمة 36 مليار دولار كحقوق ملكية، بينها حصة صندوق الاستثمارات العامة السعودي القائمة مسبقاً في “إي أيه”، بالإضافة إلى تمويل بالديون بقيمة 20 مليار دولار يقدمه بنك “جيه بي مورجان” .
  • تحول الشركة إلى خاصة: بموجب الصفقة، سيتم تحويل “إلكترونيك آرتس” إلى شركة خاصة، حيث سيحصل المساهمون الحاليون على 210 دولارات نقداً مقابل كل سهم، مما يمثل علاوة بلغت 25% عن سعر الإغلاق قبل الإعلان عن الأنباء .
  • الجدول الزمني: من المتوقع أن تُ finalized الصفقة بحلول الربع الثاني من عام 2026، بعد الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة .

الرؤية الاستراتيجية: لماذا تستثمر السعودية في الألعاب؟

وراء هذه الصفقة الضخمة استراتيجية طموحة ومتعددة الأبعاد تضع نصب عينيها المستقبل:

  • تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط: تمثل الصفقة خطوة عملية كبرى ضمن “رؤية السعودية 2030” لبناء اقتصاد متنوع المصادر. حيث يُعد قطاع الألعاب الإلكترونية، الذي يجذب شريحة شبابية كبيرة داخل المملكة وخارجها، ركيزة واعدة للنمو الاقتصادي المستدام .
  • بناء مركز عالمي للترفيه التفاعلي: عبر هذه الاستثمارات، تهدف المملكة إلى أن تصبح مركزاً عالمياً للألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030. وقد خصصت الحكومة السعودية ما يقارب 38 مليار دولار لتنمية هذا القطاع .
  • القوة الناعمة والتأثير الثقافي: يرى المحللون أن الاستحواذ على شركة ثقافة مثل “إي أيه” هو استثمار في “القوة الناعمة”. فهو يربط اسم المملكة بالترفيه والتكنولوجيا في أذهان الملايين حول العالم، مما يعزز تأثيرها الثقافي بشكل غير مباشر .

محفظة صندوق الاستثمارات العامة في قطاع الألعاب

لم تأتِ صفقة “إي أيه” من فراغ، بل هي تتويج لمسيرة استثمارية مكثفة في قطاع الألعاب. يدير صندوق الاستثمارات العامة هذه الاستثمارات بشكل رئيسي من خلال “مجموعة سافي للألعاب الإلكترونية” (Savvy Games Group)، والتي أسست قبل أربع سنوات بهدف بناء البنية التحتية للألعاب في المملكة . تشمل استثمارات الصندوق البارزة:

  • حصص أقلية في عمالقة القطاع: يمتلك الصندوق حصصاً في شركات مثل “نينتندو”، و “تيك-تو إنترأكتيف” (مطورة Grand Theft Auto)، و “إمبراسر غروب”، و “نيكسون” .
  • عمليات استحواذ كبرى: استحوذت “سافي” على مطورة ألعاب الهواتف “سكوبيلي” (Scopely) مقابل 4.9 مليار دولار، والتي بدورها اشترت قسم الألعاب في شركة “نيانتيك” (Niantic)، المطورة للعبة “بوكيمون غو” (Pokémon Go) الشهيرة .

البنية التحتية: من الاستثمار المالي إلى الواقع الملموس

لا تقتصر الاستراتيجية السعودية على الاستثمارات المالية فحسب، بل تمتد لبناء بنية تحتية حقيقية تدعم الطموح:

  • مشروع القدية: يعمل صندوق الاستثمارات العامة على تطوير منطقة متكاملة في مشروع “القدية” بالرياض، مصممة كـ “مدينة للعب”، بهدف جذب 10 ملايين زائر سنوياً واحتضان 30 شركة رائدة في تطوير ألعاب الفيديو بحلول عام 2030 .
  • استضافة البطولات العالمية: استضافت المملكة بالفعل بطولات كبرى مثل “كأس العالم للألعاب الإلكترونية”، ومن المقرر أن تستضيف “دورة الألعاب الأولمبية للألعاب الإلكترونية” في عام 2027، مما يؤكد مكانتها المتعاظمة على الخريطة العالمية .

خلاصة

صفقة الاستحواذ على “إي أيه سبورتس” ليست مجرد استثمار مالي ضخم، بل هي بيان استراتيجي يعلن عن تحول جذري في اقتصاد المملكة واهتماماتها. إنها خطوة محسوبة نحو المستقبل، تضع السعودية في قلب صناعة الترفيه التفاعلي العالمية، مستفيدة من قوة شعبها الشاب وطموح قيادتها لبناء اقتصاد معرفي مستدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى