تاسي: الأسهم التي سجلت أدنى سعر منذ 52 أسبوعاً وتحليل فرص الاستثمار

سوق الأسهم السعودي (تاسي) يشهد تحولات كبيرة في الآونة الأخيرة، حيث سجلت العديد من الأسهم أدنى مستوياتها منذ 52 أسبوعاً. هذا التراجع الواسع يأتي في ظل ظروف اقتصادية متغيرة وتحديات عالمية تؤثر على أداء السوق المحلي. وفقاً لأحدث البيانات، ظهر رصد لـ أرقام يسجل عدداً من الأسهم المدرجة في السوق السعودي أدنى سعر منذ 52 أسبوعاً خلال جلسة الخميس، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التراجع وإمكانية استغلاله كفرصة استثمارية ذكية .

الأسهم التي سجلت أدنى مستوياتها في 52 أسبوعاً

قائمة بأبرز الأسهم المتضررة

أظهر الرصد الأخير أن ثمانية أسهم على الأقل سجلت أدنى مستوياتها خلال عام كامل، مما يعكس ضغوطاً بيعية واسعة النطاق. هذه الأسهم تمثل قطاعات متنوعة من الاقتصاد السعودي، مما يشير إلى أن التحديات ليست مقتصرة على قطاع بعينه.

جدول يوضح الأسهم التي سجلت أدنى سعر منذ 52 أسبوعاً:

الشركةالسعر (ريال)*الأداء خلال 52 أسبوعاً
ولاء12.15(37%)
مجموعة إم بي سي28.84(35%)
أسمنت ينبع15.82(33%)
التأمين العربية10.43(32%)
العقارية17.38(19%)
أسمنت الشرقية26.62(17%)
أرامكو السعودية23.62(16%)
أسمنت ام القرى14.80(7%)

يعد السعر المذكور الأدنى خلال الجلسة، وليس سعر التداول الحالي في السوق .

تحليل قطاعي للأداء

الملاحظ أن قطاع الأسمنت كان الأكثر تأثراً من بين القطاعات، حيث ظهرت ثلاثة أسهم أسمنتية في القائمة (أسمنت ينبع، أسمنت الشرقية، أسمنت ام القرى). كما شمل التراجع قطاعات التأمين والعقارات والإعلام، مما يعكس طبيعة التحديات الاقتصادية الشاملة التي تؤثر على مختلف القطاعات .

تحليل مفصل لأبرز الأسهم المتضررة

أسهم قطاع الأسمنت: تراجع حاد

أسمنت ينبع سجلت أدنى مستوى لها عند 15.82 ريال، بانخفاض نسبته 33% عن أعلى مستوى في 52 أسبوعاً. أما أسمنت الشرقية فقد هبطت إلى 26.62 ريال مسجلة تراجعاً بنسبة 17%، بينما أسمنت ام القرى بلغت أدنى مستوى عند 14.80 ريال بتراجع 7% .

هذا التراجع في قطاع الأسمنت يعكس تباطؤاً في قطاع البناء والتشييد، والذي يرتبط بدوره بوتيرة المشاريع العقارية والإنشائية في المملكة. كما أن العرض الزائد في سوق الأسمنت قد يكون عاملاً إضافياً وراء هذا التراجع .

قطاع التأمين: أداء مخيب

التأمين العربية سجلت سعراً منخفضاً عند 10.43 ريال، بانخفاض نسبته 32% عن أعلى مستوى في العام. هذا التراجع يأتي في ظل تحديات تواجه قطاع التأمين السعودي،包括 زيادة المنافسة وضغوط على هوامش الربح .

قطاع الإعلام: تراجع حاد

مجموعة إم بي سي سجلت أدنى مستوى عند 28.84 ريال، بانخفاض صادم نسبته 35% عن أعلى مستوى في 52 أسبوعاً. هذا التراجع الكبير يعكس التحديات التي تواجه قطاع الإعلام التقليدي في ظل نمو المنصات الرقمية وتغير أنماط الاستهلاك الإعلامي .

أرامكو السعودية: العملاق تحت الضغط

حتى أرامكو السعودية، العملاق النفطي والعالمي، لم تسلم من هذا التراجع، حيث سجلت سعراً منخفضاً عند 23.62 ريال، بانخفاض نسبته 16% عن أعلى مستوى في العام. هذا التراجع يأتي في ظل تقلبات أسعار النفط العالمية والتحديات الجيوسياسية التي تؤثر على قطاع الطاقة .

الأسباب الكامنة وراء التراجع

العوامل المحلية المؤثرة

أظهرت البيانات أن السوق السعودي يواجه ضغوطاً متعددة، منها تراجع سيولة التداول التي انخفضت من متوسط 5.9 مليار ريال في الربع الأول إلى 4.5 مليار ريال في الربع الثالث من عام 2025. كما بلغت الخسائر السوقية الإجمالية منذ بداية العام الحالي نحو 1.16 تريليون ريال (310 مليارات دولار) .

العوامل العالمية والتأثيرات الخارجية

وفقاً لتحليل المحللين، فإن الأسهم السعودية تواجه تحديات معقدة تتمثل في تقلبات أسعار النفط، والتوترات الجيوسياسية، والتأثيرات المباشرة لقرارات السياسة النقدية الأمريكية. وقد تراجع مؤشر السوق المالية السعودية (تاسي) بنسبة تجاوزت 9% منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية يوليو 2025 .

تأثير أسعار الفائدة الأمريكية

يشكل انتظار قرارات الفائدة الأمريكية عاملاً مؤثراً كبيراً على السوق السعودي، حيث يضغط على شهية المخاطرة وكلفة التمويل عبر منهجية “سايبور”. هذا الارتباط البنيوي بين السوق السعودية وقرارات الفيدرالي الأمريكي يؤثر مباشرة في كلفة التمويل وتقييمات الأسهم .

نظرة على أداء تاسي العام

أداء مؤشر تاسي في 2025

أظهر مؤشر تاسي أداءً متراجعاً خلال عام 2025، حيث خسر المؤشر الرئيسي قرابة 9% منذ مطلع العام. وهذا الأداء يعتبر الأسوأ بين أسواق دول الخليج خلال السبعة أشهر الأولى من العام الحالي، وذلك بسبب التوترات الجيوسياسية وتراجع أسعار النفط، إضافة إلى بقاء أسعار الفائدة مرتفعة نسبياً .

مقارنة بأداء الأسواق العالمية

في الوقت الذي تراجع فيه تاسي، حققت الأسواق الأخرى أداءً أفضل، حيث حقق مؤشر “مورغان ستانلي” للأسواق الناشئة مكاسب تتخطى الـ 17%، كما سجل مؤشر الأسواق المتقدمة ارتفاعاً بنحو 16.2%. هذا التباين في الأداء يعكس خصوصية السوق السعودي وتأثره بعوامل مختلفة عن الأسواق الأخرى .

فرص الاستثمار في ظل التراجع

نظرة على القيمة العادلة

بالنسبة لبعض الأسهم المنخفضة، تشير التقييمات إلى وجود فرص استثمارية محتملة. على سبيل المثال، وفقاً لتحليل سهم أسمنت ام القرى (3005)، فإنه يتداول عند مضاعف ربحية (P/E) يبلغ 21.2x، مقارنة بمتوسط قطاع المواد الأساسية الذي يبلغ 0.7x. كما أن نسبة السعر إلى القيمة الدفترية تبلغ 1.0x مقارنة بمتوسط القطاع البالغ 1.6x .

استراتيجيات للاستفادة من الانخفاض

  1. الاستثمار القيمي: البحث عن الأسهم التي انخفضت أسعارها دون مبرر أساسي قوي، والتركيز على تلك ذات الميزانيات القوية وتدفقاتها النقدية المستقرة
  2. متوسط التكلفة بالدولار: شراء كميات صغيرة على intervals منتظمة للاستفادة من تقلبات الأسعار
  3. التركيز على توزيعات الأرباح: اختيار الأسهم التي تقدم عوائد أرباح جذابة في ظل انخفاض الأسعار
  4. الانتظار والترقب: عدم التسرع في الاستثمار، وانتظار علامات الاستقرار في السوق

المخاطر والتحديات المستقبلية

استمرار الضغوط العالمية

لا تزال التحديات العالمية قائمة وتشمل تقلبات أسعار النفط، والتوترات الجيوسياسية، واستمرار ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية. هذه العوامل قد تستمر في ممارسة ضغوطها على السوق السعودي في المدى المتوسط .

حساسية السوق السعودي لتقلبات النفط

أشار المحللون إلى أن السوق لا تزال حساسة لتقلبات أسعار النفط، بخلاف أسواق مثل الهند التي تعتمد على قاعدة استهلاكية داخلية ضخمة تمنحها مرونة أكبر. هذه الحساسية تعني أن أي تقلبات في أسعار النفط ستؤثر بشكل مباشر على أداء السوق السعودي .

الخاتمة: نظرة مستقبلية لتاسي والاستثمار فيه

السوق السعودي (تاسي) يمر بفترة تحول وتكيف مع ظروف اقتصادية عالمية متغيرة. التراجع الحاد في بعض الأسهم إلى أدنى مستوياتها منذ 52 أسبوعاً يمثل من جهة تحذيراً للمستثمرين، ومن جهة أخرى قد يشكل فرصة استثمارية لمن يبحث عن القيمة في أسعار منخفضة.

الأسهم التي سجلت أدنى مستوياتها، مثل أسمنت ينبع، التأمين العربية، وأرامكو، تعكس تحديات قطاعاتها ولكنها أيضاً قد تخفي فرصاً استثمارية للعائد الطويل الأجل.成功 الاستثمار في هذه المرحلة يتطلب تحليلاً دقيقاً للأساسيات، وصبراً لانتظار التعافي، وتنويعاً للمخاطر.

على المدى الطويل، يتمتع السوق السعودي بمقومات قوية، منها خطط الرؤية 2030، والإصلاحات التنظيمية، وانضمام السوق إلى مؤشرات عالمية مرموقة. هذه العوامل قد تساهم في تعافي السوق وتحسن أدائه في المستقبل، مما يجعل الفترة الحالية مثيرة للاهتمام للمستثمرين المتطلعين إلى الطويل الأجل.

“السوق السعودية أصبحت أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات العالمية، من خلال آليات سيولة داخلية متطورة، وأي تيسير نقدي أمريكي مرتقب قد يحفز من تدفق السيولة ويخفض كلفة رأس المال” – محللون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى