تحذير طبي من تقبيل الميت: حقيقة المخاطر الصحية أم تضليل؟

أثار تحذير طبي غير مألوف على منصة تيك توك موجةً من الجدل والقلق بين المستخدمين. وينصب هذا التحذير حول ممارسة تقبيل الميت أثناء الجنازات، مدعيًا أنها قد تؤدي إلى مخاطر صحية جسيمة. فما صحة هذه الادعاءات من الناحية العلمية والطبية؟

أصل الجدل: تحذير طبي viral على تيك توك

أطلق طبيب يدعى فيكتور إيفانوفيك، ويحظى بمتابعة أكثر من 1.2 مليون على تيك توك، تحذيرًا مثيرًا عبر مقطع فيديو نال انتشارًا واسعًا. ونصح فيه بعدم تقبيل الميت أثناء مراسم الجنازة، خاصة في الأجواء الدافئة أو في غرف غير مكيفة.

ما الذي ادعاه الطبيب بالضبط؟

ادعى إيفانوفيك أن تقبيل الميت ينقل بكتيريا خطيرة تبدأ في النمو على الجثث بعد تسع ساعات من الوفاة. وزعم أن ملامسة هذه البكتيريا عبر التقبيل يمكن أن تتسبب للمشيعين في فقدان حاسة الشم، والإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي والقلب. وأوصى بأن يتم ذلك فقط في مشرحة مبردة بدرجة حرارة مناسبة.

الردود العلمية: تفنيد الادعاءات

واجهت هذه الادعاءات انتقادات شديدة من المجتمع الطبي والمستخدمين على حد سواء. ووصف مدققو الحقائق هذه المزاعم بالمبالغ فيها إلى حد كبير.

وعبر الدكتور ستيوارت فيشر، طبيب مخضرم من نيويورك، عن استغرابه الشديد من هذه الادعاءات، قائلاً: “كيف لم أسمع بهذا من قبل طوال مسيرتي الطبية التي تمتد 45 عامًا؟”. وأضاف أنه لو كانت صحيحة، لشهدنا حالات مرضية أو وفيات بين المشيعين، وهو أمر لا يحدث في الواقع.

موقف منظمة الصحة العالمية

دعمت منظمة الصحة العالمية (WHO) الرأي العلمي الرافض لهذه المزاعم. وأكدت في بياناتها الرسمية أنه “لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطرًا لانتشار الأوبئة”. وأوضحت أن معظم مسببات الأمراض لا تبقى حية لفترة طويلة داخل الجثة بعد الوفاة، إلا في حالات أمراض محددة جدًا مثل الكوليرا أو الحمى النزفية.

نصائح عملية للتعامل مع الجنازات بشكل آمن

بشكل عام، تتبع دور الجنازات و تقبيل الميت ومشاهد الطب الحديث إجراءات صارمة للنظافة والتعقيم. وتشمل هذه الإجراءات حفظ الجثة في ظروف مناسبة تقلل من أي مخاطر محتملة، مما يجمر مراسم الوداع الآخير آمنة في الغالبية العظمى من الحالات.

في النهاية، من المهم أن نحصل على معلوماتنا الصحية من مصادر طبية موثوقة ومعتمدة، وليس من مقاطع فيديو منتشرة على وسائل التواصل. شاركنا رأيك: هل كنت سمعت بهذا التحذير من قبل؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى