
في تطور طبي هو الأول من نوعه، أعلنت شركة إيلي ليلي Eli Lilly and Co عن نجاح تجاربها السريرية للمرحلة الثالثة لأنسولين يمكن تناول جرعة واحدة أسبوعياً فقط، مع تحقيق نفس فعالية أنواع الأنسولين اليومية الشائعة في خفض مستويات السكر التراكمي في الدم
هذا الإنجاز العلمي، الذي حمل اسم الدراسة “كوينت” QWINT، يمثل نقلة نوعية في حياة الملايين حول العالم ممن يعانون من داء السكري من النوع الثاني، حيث سيحررهم من عبء الحقن اليومي المتكرر، ويقلل من تعقيدات نظام العلاج اليومي، مما قد ينعكس إيجاباً على التزامهم بالعلاج واستقرار حالتهم الصحية على المدى الطويل .
التفاصيل الكاملة: ماذا كشفت الدراسات الطويلة الأجل؟
استند إعلان الشركة إلى نتائج دراستين رئيسيتين هما كوينت-1 QWINT-1 و كوينت-3 QWINT-3، واللتان شملتا بالغين مصابين بالنوع الثاني من السكري .
- دراسة كوينت-1 (لمدة 52 أسبوعاً): قارنت الدراسة بين فعالية الأنسولين الأسبوعي “إيفسيترا ألفا” وبين الأنسولين اليومي “جلارجين” على مرضى لم يسبق لهم استخدام الأنسولين. وأظهرت النتائج تحقيق العلاج الأسبوعي نفس فعالية العلاج اليومي في خفض مستويات الهيموغلوبين السكري (A1C)، حيث حقق انخفاضاً بمقدار 1.31% مقارنة بـ 1.27% للأنسولين اليومي .
- دراسة كوينت-3 (لمدة 78 أسبوعاً): هذه الدراسة، الأطول زمناً، قارنت العلاج الأسبوعي بآخر يومي متطور هو “ديجلوديك”. وأثبتت النتائج تفوق العلاج الأسبوعي بتحقيقه انخفاضاً أكبر في السكر التراكمي (0.86% مقابل 0.75%)، كما حقق المرضى وقتاً أطول في النطاق الآمن للسكر في الدم .
كيف سيغير هذا الدواء حياة مرضى السكري؟
الفوائد المتوقعة لهذا التطور العلاجي تتجاوز مجرد تقليل عدد الحقن، لتمس جوانب عديدة من حياة المريض :
- الراحة وتحسين جودة الحياة: تحويل النظام العلاجي من 365 حقنة سنوياً إلى 52 حقنة فقط هو اختصار كبير للجهد والوقت.
- تحسين الالتزام بالعلاج: يعد انخفاض عدد الحقن عاملاً محفزاً للمرضى للالتزام بالعلاج الموصوف بدقة، مما ينعكس إيجاباً على استقرار مستويات السكر لديهم.
- فعالية مستدامة: أظهرت النتائج أن العلاج الأسبوعي لا يقل فعالية عن أفضل العلاجات اليومية، بل وقد يتفوق عليها في بعض المقاييس الثانوية، مع الحفاظ على نسبة عالية من الوقت في النطاق الآمن للسكر.
ماذا عن العلاجات العشبية والتقارير غير الموثوقة؟
من المهم التمييز بين التطورات الطبية المثبتة علمياً والتي تخضع لرقابة هيئات الدواء العالمية، وبين الادعاءات التي تنتشر حول أعشاب أو وصفات “سحرية” تعد بعلاج فوري للسكر.
فقد انتشرت مؤخراً مطالبات غير موثقة عن عشبة “تخفض السكر التراكمي فوراً خلال 30 دقيقة”، وهو ما لا تدعمه أي أدلة علمية صلبة من مصادر موثوقة مثل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) أو المراكز البحثية المعترف بها .
تحذير هام: يجب على المرضى استشارة أطبائهم قبل إجراء أي تغيير على نظامهم العلاجي، وعدم الاعتماد على معلومات منشورة دون مصدر طبي موثوق. فبعض المكملات العشبية قد تتفاعل مع الأدوية الموصوفة أو يكون لها آثار جانبية غير مرغوبة .
خاتمة
باختصار، يمثل الأنسولين الأسبوعي الجديد أملاً بشكل ملموس لملايين المرضى، وهو ثمرة سنوات من البحث العلمي الجاد. بينما تنتظر هذه الثورة العلاجية الحصول على الموافقات النهائية من الهيئات التنظيمية، يبقى الأمل معقوداً على أن تساهم في تسهيل حياة المرضى وتحسين السيطرة على هذا الداء المزمن.










