
بعد انتظار دائمًا لعشر سنوات كاملة، كتب إشبيلية فصلًا جديدًا في تاريخ مواجهاته مع برشلونة، حيث سحق الفريق الأندلسي العملاق الكتالوني بنتيجة 4-1 في لقاء الجولة الثامنة من الدوري الإسباني، محققًا انتصارًا تاريخيًا يكسر فيه “نحس” عشر سنوات لم يهزم فيها برشلونة، ويهدي صدارة الدوري لريال مدريد على طبق من فضة.
لحظة تاريخية في “السانشيز بيزخوان”
شهد ملعب “رامون سانشيز بيزخوان” مساء الأحد 5 أكتوبر 2025، واحدة من أكثر المباريات إثارة في الموسم الحالي للدوري الإسباني. تحت الأضواء الكاشفة، فرض إشبيلية نفسه كفريقٍ لا يهاب منافسه العملاق، ليحقق أول فوز له على برشلونة في الدوري منذ أكتوبر 2015، عندما انتصر آنذاك بنتيجة 2-1. لم تكن مجرد مباراة عادية، بل كانت لحظة تاريخية طوى خلالها الفريق الأندلسي صفحة عشرية من الهزائم والتعادلات.
تفاصيل المباراة: سرد لأحداث المهرجان الأندلسي
سردًا لأحداث المباراة التي جمعت الفريقين، يمكن تقسيم اللقاء إلى شوطين مختلفين تمامًا:
الشوط الأول: السيطرة الأندلسية والرد الكتالوني الخجول
من صافرة البداية، فرض إشبيلية إيقاعًا ناريًا على اللقاء، حيث بدأ بضغط مكثف أربك دفاعات برشلونة منذ الدقائق الأولى. جاءت أولى لقطات المباراة الحاسمة في الدقيقة 13، عندما ارتكب مدافع برشلونة رونالد أراوخو خطأ داخل منطقة الجزاء بحق إسحاق روميرو. بعد مراجعة تقنية الفيديو المساعد (VAR)، احتسب الحكم ركلة الجزاء، ليتقدم التشيلي أليكسيس سانشيز – لاعب برشلونة السابق – ويسجل الهدف الأول بهدوء تام في شباك حارسه السابق في أرسنال، فويتشيخ شتشيسني.
واصل إشبيلية هجومه الكاسح، وفي الدقيقة 36، جاء الهدف الثاني بعد تمريرة عرضية رائعة من روبن فارجاس وجدت روميرو الذي سددها بقوة في الشباك، ليعوض عن فرص مهدرة سابقة ويضاعف النتيجة لصالح أصحاب الأرض. في الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع للشوط الأول (45+7)، حاول برشلونة العودة إلى المنافسة، حيث قلص الإنجليزي ماركوس راشفورد الفارق بهدفٍ جميل، ليسجل أول أهدافه في الليغا بعد تمريرة متقنة من بيدري.
الشوط الثاني: إهدار الفرص والضربة القاضية
شهد الشوط الثاني سيطرة كتالونية واضحة في محاولة يائسة لتعويض الفارق، لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة. جاءت نقطة التحول الحاسمة في الدقيقة 76، عندما حصل برشلونة على ركلة جزاء بعد عرقلة أليخاندرو بالدي، ليتقدم هداف الفريق روبرت ليفاندوفسكي لكنه أهدر الكرة خارج المرمى بشكل مذهل، ليُضيع على فريقه فرصة ذهبية للتعادل.
في الدقيقة 90، وجه إشبيلية الضربة القاضية لبرشلونة، عندما سجل خوسيه أنخيل كارمونا الهدف الثالث بعد جريدة فردية رائعة في الهجمة المرتدة، لتهز كرته الشباك بقوة. لم يكتفِ الفريق الأندلسي بذلك، ففي الدقيقة 90+6، سجل البديل النيجيري أكور آدامز الهدف الرابع والأخير، ليضع حجر الأساس على انتصار تاريخي لا ينسى.
تداعيات الانتصار: خسائر برشلونة وهدية ريال مدريد
لم تكن خسارة برشلونة مجرد خسارة ثلاث نقاط فحسب، بل حملت معها العديد من التداعيات المهمة على صعيدي المنافسة والمعنويات:
- خسارة الصدارة: تجمد رصيد برشلونة عند 19 نقطة في المركز الثاني، ليتنازل عن صدارة الدوري لصالح غريمه التقليدي ريال مدريد الذي يتصدر برصيد 21 نقطة، وذلك قبل أيام فقط من مواجهة “الكلاسيكو” الشهيرة بين الفريقين.
- كسر القناعة النفسية: كسر إشبيلية سلسلة العشر سنوات دون فوز على برشلونة في الدوري، مما يعد ضربة نفسية للفريق الكتالوني ويعزز ثقة المنافسين الآخرين.
- كشف نقاط الضعف: أظهرت المباراة بوضوح الوهن الدفاعي لبرشلونة، خاصة في الظهيرين، بالإضافة إلى حاجة الفريق لعمق في مقاعد البدلاء، خاصة مع غياب لامين يامال ورافينيا.
خاتمة: نهاية نحس العشر سنوات
بعد عقد كامل من الانتظار، أثبت إشبيلية أن لا مستحيل في كرة القدم، وأن الإرادة والعزيمة يمكن أن تحطم أي أرقام قياسية. هذا الانتصار ليس مجرد ثلاث نقاط في جدول الترتيب، بل هو رسالة قوية للجميع بأن “السانشيز بيزخوان” سيظل قلعة منيعة. بينما يغادر برشلونة الملعب محملاً بالأسئلة والهواجس، يستعد إشبيلية للبناء على هذا الإنجاز التاريخي في مواصلة مشواره في الدوري الإسباني.