
في تحول استراتيجي تاريخي، تستعد شركة أبل لكسر واحدة من أطول القواعد التي التزمت بها على مدار 15 عاماً. فبعد سنوات من المعارضة العلنية لفكرة شاشات اللمس في أجهزة “ماك”، ها هي الشركة تُعلن عن أول “ماك بوك برو” بشاشة لمس بالكامل، في خطوة من المتوقع أن تُعيد تعريف تجربة المستخدم في الحواسيب المحمولة.
نظرة عامة: ما الذي يجب أن تعرفه عن هذا التحول الجذري؟
تشير التقارير الموثوقة من بلومبرغ إلى أن أبل تعمل حالياً على تطوير إصدارات جديدة كلياً من جهاز “ماك بوك برو” مزودة بشاشة لمسية كاملة، مع توقع إطلاقها في الأسواق ما بين أواخر عام 2026 وأوائل عام 2027. هذه الأجهزة، التي تحمل الأسماء الرمزية K114 وK116، ستمثل نقلة نوعية في فلسفة أبل التصميمية وتجربة المستخدم.
لماذا تعتبر هذه خطوة تاريخية من أبل؟
لطالما عارضت أبل وبشدة فكرة إضافة شاشات اللمس إلى أجهزة “ماك”، حيث كان ستيف جوبز، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق، قد صرح سابقاً بأن هذه الفكرة “غير مجدية من الناحية الإرجونومية”. وكانت الشركة قد حاولت سابقاً تقديم حل وسيط عبر “اللمس بار” (Touch Bar) الذي ظهر عام 2016، لكنه لم يحقق الشعبية المتوقعة وتم التخلي عنه في النهاية.
المواصفات المتوقعة: ما الجديد في هذا الجهاز الاستثنائي؟
ثورة في العرض: شاشة OLED مع تقنية اللمس
سيتميز “ماك بوك برو” الجديد بشاشة OLED هي الأولى من نوعها في سلسلة “ماك بوك”، مما يضمن تبايناً أعلى وألواناً أكثر دقة واستهلاكاً أقل للطاقة. كما سيتم تعزيز هيكل الشاشة بمفصلات أقوى لمنع أي اهتزاز أو ارتداد عند استخدام اللمس، وهي مشكلة شائعة في الحواسيب المحمولة المزودة بشاشة لمس.
التصميم: أنحف وأخف مع كاميرا جديدة
سيأتي الجهاز بتصميم أكثر نحافة وخفّة من الجيل الحالي. ومن التغييرات البارزة الأخرى التخلي عن الشق (“النوتش”) في أعلى الشاشة لصالح تصميم “ثقب الكاميرا” (hole-punch) مشابه لذلك المستخدم في هواتف “آيفون” تحت مسمى “الدايناميك آيلاند”.
القوة: معالجات الجيل التالي M6
من المتوقع أن تُزود أبل هذه الأجهزة بمعالجات الجيل التالي من تصميمها، وهي سلسلة M6، والتي ستضمن أداءً أعلى وكفاءة أفضل في استهلاك الطاقة. مع الإشارة إلى أن أبل ستستمر في تقديم معالجات M5 Pro وM5 Max في أوائل عام 2026 لأجهزة “ماك بوك برو” ذات التصميم الحالي.
تجربة المستخدم: اللمس مع الحفاظ على الأدوات التقليدية
على الرغم من إضافة شاشة اللمس، سيحتفظ “ماك بوك برو” الجديد بلوحة المفاتيح ولوحة اللمس (تراك باد) التقليديتين بالكامل، حيث ستأتي تقنية اللمس لتعزيز تجربة المستخدم وليس لتحل محل أدوات الإدخال التقليدية.
التسعير والمتاحة: متى وكيف يمكنك الحصول عليه؟
مع كل هذه التحسينات الجذرية، من المتوقع أن يرتفع سعر الجهاز الجديد ليصبح أعلى ببضع مئات من الدولارات مقارنة بـ أجهزة “ماك بوك برو” الحالية ذات المواصفات العالية. ومن المرجح أن يقتصر الإصدار الأول على طرازات “برو” المرتفعة السعر، بينما قد تنتظر الطرازات الأقل كلفة مثل “ماك بوك آير” لترى رد فعل المستهلكين أولاً.
الخلاصة: هل تستحق هذه الأجهزة الانتظار؟
يُمثل إطلاق أول “ماك بوك” بشاشة لمس علامة فارقة في تاريخ الشركة، ويعكس مرونة أبل وقدرتها على تغيير مواقفها الاستراتيجية لتتوائم مع متطلبات السوق المتغيرة. إذا كنت من محبي التكنولوجيا أو تحتاج إلى أدوات إبداعية متطورة، فإن “ماك بوك برو” الجديد يستحق بالتأكيد وضعَه في قائمة المراقبة لديك.
ما رأيك في قرار أبل الأخير؟ هل تعتقد أن شاشات اللمس ستضيف قيمة حقيقية لتجربة استخدام “ماك بوك”؟ شاركنا بتعليقك أدناه!