
شهدت شركات الأسمنت في المملكة العربية السعودية ارتفاعاً ملحوظاً في الأداء خلال عام 2025، حيث قفزت المبيعات الإجمالية بنسبة 14% خلال شهر سبتمبر 2025 لتصل إلى 4.8 مليون طن، مقارنة بـ 4.3 مليون طن في الشهر المماثل من عام 2024 . يأتي هذا الأداء القوي تتويجاً لأداء متميز خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، محققة نمواً تراكمياً يعكس حيوية قطاع البناء والتشييد والاقتصاد الكلي في المملكة.
أداء شهري متميز: تفاصيل أرقام سبتمبر 2025
شهد الشهر الماضي تحسناً شاملاً في جميع مؤشرات الأداء الرئيسية لقطاع الأسمنت، حيث شملت القفزة في المبيعات كلاً من الأسواق المحلية وأسواق التصدير .
- المبيعات المحلية: ارتفعت بنسبة 12.75% لتصل إلى 4.7 مليون طن في سبتمبر 2025، مقارنة بـ 4.17 مليون طن في نفس الشهر من العام الماضي .
- مبيعات التصدير: شهدت نمواً استثنائياً بلغت نسبته 47.31%، حيث قفزت من 93 ألف طن في سبتمبر 2024 إلى 137 ألف طن في سبتمبر 2025 .
- الشركات الرائدة: تصدرت شركة أسمنت اليمامة قائمة الشركات الأفضل أداءً بارتفاع مبيعاتها المحلية بنسبة 87%، تليها أسمنت حائل بنسبة 44% ثم أسمنت السعودية بنسبة 34% .
أداء تراكمي قوي: 9 أشهر من النمو المتواصل
يأتي الأداء المتميز لشهر سبتمبر ليدعم صورة إيجابية للقطاع خلال العام الجاري بشكل عام، حيث تجاوزت المبيعات التراكمية حاجز الـ 40 مليون طن .
- المبيعات الإجمالية: بلغت 40.67 مليون طن خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، مقارنة بـ 36.28 مليون طن في الفترة نفسها من 2024، مسجلة نمواً بنسبة 12.1% .
- المبيعات المحلية التراكمية: قفزت إلى 39.44 مليون طن، بارتفاع قدره 12.99% عن الفترة المماثلة من العام الماضي .
- مبيعات التصدير التراكمية: شهدت تراجعاً طفيفاً بنسبة 10.6% لتصل إلى 1.23 مليون طن .
تباين أداء الشركات: صاعدون في المقدمة وآخرون يتراجعون
شهد أداء الشركات تفاوتاً ملحوظاً خلال شهر سبتمبر، حيث سجلت 8 شركات نمواً إيجابياً في مبيعاتها المحلية، بينما تراجعت مبيعات 9 شركات أخرى .
أبرز الشركات الصاعدة:
- أسمنت اليمامة: قفزت مبيعاتها المحلية بنسبة 87.4% لتصل إلى 922 ألف طن .
- أسمنت السعودية: ارتفعت مبيعاتها بنسبة 34.35% إلى 528 ألف طن .
- أسمنت حائل: نمت مبيعاتها بنسبة 43.65% مسجلة 181 ألف طن .
الشركات التي شهدت تراجعاً:
- أسمنت الجوف: تراجعت مبيعاتها بنسبة 34.88% .
- أسمنت المدينة: انخفضت مبيعاتها بنسبة 19.67% .
- أسمنت ينبع: سجلت تراجعاً بنسبة 9.6% .
المحركات الأساسية وراء صعود قطاع الأسمنت
يقف وراء هذا الأداء القوي لقطاع الأسمنت السعودي مجموعة من العوامل الاقتصادية والتنموية الإيجابية التي تدفع بعجلة النمو إلى الأمام.
- المشروعات الحكومية العملاقة: تؤكد البيانات أن النمو يعكس تسارع العمل في مختلف المشروعات الحكومية والمشروعات الإنشائية الكبيرة التي تعد المحرك الرئيس للطلب على هذه السلعة الاستراتيجية . ومن أبرز هذه المشروعات: مشروعات منطقة البحر الأحمر، والمشروعات المرتبطة باستضافة كأس العالم، ومشاريع البنى التحتية.
- تأثير رسوم الأراضي البيضاء: يتوقع الخبراء استمرار تحسن الطلب على الإسمنت في ظل التأثير الإيجابي المنتظر من دخول رسوم الأراضي البيضاء حيّز التنفيذ، مما سيدفع بتسارع وتيرة مشروعات البناء في المملكة .
- الحراك الاقتصادي الكلي: يشير الدكتور عبدالرحمن محمود بيبة، المستشار التجاري، إلى أن “تحسن الطلب على الإسمنت مؤشر إيجابي يعكس نمو الاقتصاد الكلي والحراك الاقتصادي الذي تعيشه المملكة” .
توقعات المستقبل: قطاع واعد في ظل الرؤية الطموحة
يظل المستقبل القريب لقطاع الأسمنت في المملكة مشرقاً، مدعوماً بالاستمرار في تنفيذ رؤية المملكة 2030 والمشاريع الكبرى المرتبطة بها.
- استمرار زخم المشاريع: تؤكد البيانات الجارية أن وزارة البلديات والإسكان تقوم بتنفيذ أكثر من 4600 مشروع، كما أن أمانة الرياض تنفذ 136 مشروعاً إنشائياً بقيمة 7 مليارات ريال .
- ثقة الخبراء: يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور سالم سعيد باعجاجه أن “المؤشرات ترجح تواصل نمو قطاع الإسمنت خلال الفترة القادمة في ظل تواصل المشروعات الحكومية ومشروعات الإسكان” .
- تحسن حركة التصدير: يُضاف إلى ذلك التحسن المتوقع في حركة التصدير، خصوصاً مع السمعة الطيبة للإسمنت السعودي والجودة العالية المعترف بها في العديد من الأسواق العالمية .
خلاصة: يمثل ارتفاع مبيعات الأسمنت في السعودية إلى 4.8 مليون طن خلال سبتمبر 202م، بنمو 14%، مؤشراً قوياً على صحة الاقتصاد الوطني واستمرار زخم حركة البناء والتشييد في المملكة. هذا الأداء، الذي يأتي في سياق نمو تراكمي تجاوز 40 مليون طن خلال تسعة أشهر، يضع قطاع الأسمنت في موقع قوي يستشرف مستقبلاً واعداً، بدعم من المشاريع العملاقة التي تنفذها المملكة ورؤيتها الطموحة 2030.
ما رأيك في هذا التحسن الكبير في أداء قطاع الأسمنت السعودي؟ وهل تعتقد أن هذه المؤشرات الإيجابية ستنعكس على القطاع العقاري بشكل عام؟ شاركنا رأيك في التعليقات.