يو بي إس: موجة صعود الذهب لم تبدأ بعد.. والذروة القصوى قادمة في 2026

في تحليل مفاجئ يثير اهتمام المستثمرين حول العالم، كشفت مؤسسة يو بي إس (UBS) المصرفية السويسرية العملاقة عن توقعات صعودية مذهلة لأسعار الذهب، حيث رفعت تقديراتها ليصل سعر الأونصة إلى 4200 دولار بحلول منتصف عام 2026 . هذا التوقع لا يعني مجرد استمرار الارتفاع الحالي، بل يؤكد أن “موجة الصعود الحقيقية لم تبدأ بعد”، على عكس ما قد يظنه الكثيرون .

لماذا هذا التوقيت؟ العوامل المحركة لصعود الذهب

يقوم هذا التوقع على تحليل مجموعة من العوامل الاقتصادية الكلية المترابطة التي خلقت ما وصفه محللو “يو بي إس” بالـ “السيناريو الصعودي” للذهب خلال السنوات المقبلة :

  • ضعف الدولار الأمريكي: يتحرك الذهب عكسياً مع قوة العملة الأمريكية، وجميع المؤشرات تشير إلى تراجع الدولار أمام العملات الكبرى، مما يهيئ بيئة داعمة لصعود المعدن النفيس .
  • مشتريات البنوك المركزية: تواصل البنوك المركزية حول العالم تعزيز احتياطياتها من الذهب ضمن خطط استراتيجية لتنويع الأصول بعيداً عن العملات الورقية، مما يضخ طلباً مؤسسياً قوياً ومستمراً في السوق .
  • التوقعات بخفض أسعار الفائدة: عادة ما يميل الذهب، الذي لا يدر عائداً، إلى الارتفاع في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة . مع تزايد الرهانات على قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض آخر لأسعار الفائدة خلال أكتوبر الجاري، يصبح الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين .
  • الاضطرابات الجيوسياسية وعدم اليقين: لا تزال التوترات السياسية العالمية، بالإضافة إلى بدء الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة، تدفع بالمستثمرين نحو الملاذات الآمنة التقليدية وعلى رأسها الذهب .

توصية استثمارية جريئة: زيادة حصة الذهب في المحفظة

في خطوة تعكس قناعة المؤسسة بهذه الرؤية، أوصت “يو بي إس” العملاء بزيادة مخصصات الذهب في محافظهم الاستثمارية لتصل إلى نحو 5% من إجمالي الأصول . هذه التوصية تمثل تحولاً استراتيجياً في نظرة المؤسسات المالية للذهب، من مجرد أداة تكتيكية للتحوط إلى مكون أساسي في أي محفظة استثمارية متوازنة، وذلك لدوره الفعال في تحقيق التنويع وامتلاكه ارتباطاً منخفضاً مع أداء الأسهم والسندات .

الذهب يتألق كـ”ملاذ آمن” في وقت قياسي

يأتي هذا التصريح في وقت يسجل فيه الذهب أداءً استثنائياً. ففي تعاملات اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025، حام سعر الأونصة حول 3872 دولاراً، قرب أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله الأربعاء عند 3895.09 دولار . وقد قفز المعدن النفيس بنسبة 47% منذ بداية هذا العام، ليصبح في طريقه لتحقيق أكبر مكاسب سنوية منذ عام 1979 .

محطات سعرية متوقعة على طريق 4200 دولار

بحسب تقديرات “يو بي إس”، من المرجح أن يحقق الذهب عدة مستويات محورية قبل الوصول إلى الهدف النهائي :

  • الربع الرابع من 2025: يتداول بين 3800 و3900 دولار، بدعم من تحولات السياسة النقدية.
  • الربع الأول من 2026: يرتفع إلى نطاق 3900 – 4000 دولار، نتيجة استمرار مشتريات البنوك المركزية.
  • منتصف 2026: يصل إلى المستوى المستهدف بين 4000 و4200 دولار للأونصة.

من المهم الإشارة إلى أن الطريق نحو هذا الهدف “لن يكون خطياً”، وقد تشهد الأسعار فترات من التماسك وجني الأرباح قبل استئناف مسيرتها الصاعدة .

نظرة أوسع: ليست “يو بي إس” وحدها المتفائلة

بينما تضع “يو بي إس” توقعها عند 4200 دولار، فإن التوقعات الأخرى تتباين بين متشائم ومتفائل أكثر. فبعض المؤسسات تتوقع مستويات حول 3600-3800 دولار، بينما يرى محللون آخرون إمكانية لتجاوز سعر 4500 دولار في حال استمرار تضخم الاقتصاد أو تصاعد التوترات السياسية بشكل أكبر . كما تتوقع بعض التحليلات طويلة الأجل إمكانية وصول الذهب إلى نطاق 4812 – 6546 دولاراً للأونصة بين عامي 2027 و2030 .

تحذيرات.. ومخاطر قد تعترض المسار

رغم هذه النظرة المتفائلة، يحذر الخبراء من عدة مخاطر قد تعرقل المسار الصعودي المتوقع، أبرزها :

  • تغير مفاجئ في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو تشديد نقدي أكبر.
  • تقلبات حادة في الأسعار قد تثير قلق المستثمرين وتدفعهم لجني الأرباح.
  • تراجع الطلب الفعلي من الأسواق الرئيسية مثل الصين والهند في حال حدوث تباطؤ اقتصادي فيها.

خلاصة: الرسالة من “يو بي إس” واضحة: المشهد الحالي للذهب هو مجرد تمهيد لموجة صعود أوسع وأقوى. الاستثمار في الذهب لم يعد مجرد تحوط ضد التضخم أو الأزمات، بل أصبح فرصة استراتيجية في ظل بيئة اقتصادية وجيوسياسية معقدة، تدعمها تحليلات مؤسسية قوية تتوقع وصول الذهب إلى عتبة تاريخية جديدة خلال العامين المقبلين.

ما رأيك في هذه التوقعات؟ وهل تعتقد أن الذهب سيحافظ على بريقه كملاذ آمن واستثمار مربح في السنوات القادمة؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى