سورة الواقعة: كنز من كنوز القرآن لسعة الرزق ودفع الفقر – دليلك الكامل للفضائل ووقت القراءة

في ظل الحياة المليئة بالهموم والمتطلبات، يبحث الكثيرون عن سبيل لسعة الرزق وطمأنينة القلب. ومن بين الكنوز الروحية التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، تبرز سورة الواقعة كشعاع نور يمنح الأمل ويبعد شبح الفقر. لكن متى يُفضّل قراءتها؟ وما حقيقة فضلها بين ما ورد في السنة وما اجتهد فيه العلماء؟ هذا التقرير يستعرض إجابة دار الإفتاء المصرية ووجهة نظر العلم الشرعي في هذه المسألة التي تهم الملايين.

سورة الواقعة: بين فضائل الرزق وعبادة التدبر

لم تكن سورة الواقعة مجرد سورة من سور القرآن العظيم، بل تحمل مكانة خاصة في قلوب المسلمين، لما ارتبط بها من وعود نبوية كريمة بجلب الرزق ودفع الفاقة، مما جعلها محط أنظار كل من يبحث عن البركة والسكينة في حياته.

سؤال يهم الملايين: هل تقرأ بعد المغرب أم العشاء؟

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤالٍ يتردد كثيرًا حول التوقيت الأمثل لقراءة السورة، مؤكدًا أن قراءتها في أي وقت من الليل جائزة ومستحبة، سواء بعد صلاة المغرب أو بعد العشاء. واستدل فضيلته بما ورد في السنة من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا». كما ذكر الحديث الآخر: «عَلِّمُوا نِسَاءَكُمْ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فَإِنَّهَا سُورَةُ الْغِنَى».

الرزق مكتوب أم أن الأسباب تغير القضاء؟

في سؤال آخر, يتساءل الكثيرون: إذا كان الرزق مقدرًا ومكتوبًا، فما فائدة قراءة السورة؟
أجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الأقدار действительно مكتوبة عند الله، ولكن الله تعالى جعل لها أسبابًا تغير من مسارها، مثل صلة الرحم التي تزيد في العمر، والدعاء الذي يرد القضاء، وقراءة سورة الواقعة التي تعد من الأسباب الجالبة للرزق. وشدد على أن على المسلم أن يأخذ بالأسباب ثم يتوكل على الله الذي يفعل ما يشاء.

رأي العلم الشرعي: بين فضائل الأعمال وصحة الأحاديث

أوضح الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى أيضًا، أن العمل بفضائل الأعلام – حتى بالأحاديث التي يعتبرها بعض العلماء ضعيفة – هو أمر مقبول ومشروع في الجملة، طالما أن أصل العبادة مشروع (كقراءة القرآن) ولم يعتقد المسلم أن هذه الفضيلة واجبة. وأكد أن حديث «مَن قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ…» حديث مقبول في باب فضائل الأعمال، وعليه عمل الكثير من السلف.

لمحة عن السورة العظيمة

سورة الواقعة هي سورة مكية، تقع في الجزء السابع والعشرين من المصحف، وعدد آياتها 96 آية. وسميت بهذا الاسم لاستهلالها بالحديث عن يوم القيامة (الواقعة). وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلَاتُ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ»، لما فيها من ذكرٍ لأهوال يوم القيامة وعظمة الخالق، مما يوجل القلب ويذكر بالآخرة.

أبرز فوائد وفضائل قراءة سورة الواقعة

بالإضافة إلى فضل دفع الفقر وجلب الرزق، فإن لمواظبة قراءة السورة بتدبر فوائد عظيمة، منها:

  1. تذكير بأهوال اليوم الآخر: مما يزيد الإيمان ويبعد عن الغفلة.
  2. وصف مشاهد الجنة: التي تبعث على الرغبة في العمل الصالح.
  3. تثبيت حقائق الإيمان: بالبعث والنشور والجزاء.
  4. البركة والطمأنينة: حيث إن التعلق بكلام الله يجلب السكينة إلى القلب.

خاتمة وتذكير مهم

في النهاية، يجب أن نذكر أنقراءة القرآن بشكل عام هي عبادة عظيمة الأجر، والنية هي أساس العمل. فإن قرأت سورة الواقعة بنية الأخذ بالأسباب والالتجاء إلى الله، وطلب سعة الرزق من الكريم الوهاب، مع اليقين بأن القضاء والقدر بيده، فإنها ستكون -بإذن الله- سببًا للبركة والغنى، مع الحرص على عدم الاعتقاد بأن فضلها قطعي الثبوت أو أنها تمنع القضاء المكتوب، بل هي من الأسباب التي يأمرنا الله بالأخذ بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى