اخبار العالم

خبراء سعر الذهب قد يحقق رقمًا قياسيًا غير مسبوق في 2025

الذهب.. ذلك المعدن الذي طالما أغوى البشرية ببريقه، ها هو اليوم على أعتاب فصل جديد من فصول صعوده الأسطوري. وفقًا لأحدث التوقعات الصادرة عن كبار الخبراء، فإن سعر الذهب قد يشهد ارتفاعات تُعيد رسم خريطة الأسواق المالية العالمية، مُحطمًا الأرقام القياسية التي سُجلت في السنوات الماضية. فما الذي يُنذر به المستقبل؟ وما العوامل التي تدفع باتجاه هذا الصعود الجنوني؟

 التوقعات تُشير إلى معادلة جديدة: الذهب فوق 3000 دولار

في مفاجأة لم يسبق لها مثيل، توقع محللون في استطلاع أجرته وكالة “رويترز” أن يتجاوز المتوسط السنوي للسعر الذهب حاجز الـ 3000 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ. هذه التوقعات لم تأتِ من فراغ، بل جاءت مدعومةً بعوامل جيوسياسية واقتصادية معقدة، أبرزها:

– التصاعد الحاد في التوترات التجارية بين القوى العظمى، خاصة بين الولايات المتحدة والصين.

– الاتجاه العالمي للابتعاد عن الدولار كعملة احتياطي أولى، مما يزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن.

– زيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب، في محاولة لتعزيز احتياطياتها وسط حالة عدم اليقين السائدة.

ووفقًا للاستطلاع، فإن متوسط توقعات سعر الذهب لعام 2025 يقف عند 3065 دولارًا، بينما يُتوقع أن يصل إلى 3000 دولار في 2026.

 لماذا يشهد الذهب هذا الزخم الكبير حاليًا.

منذ بداية العام الحالي، ارتفع سعر الذهب بنسبة مذهلة تُقارب 25%، متجاوزًا بذلك الأداء القوي الذي سجله في عام 2024. بلغ المعدن ذروته الأسبوع الماضي عند 3500 دولار، قبل أن يتراجع قليلًا إلى مستوى 3263 دولارًا. لكن الخبراء يرون أن هذا التراجع مؤقت، إذ تُشير التحليلات إلى أن العوامل الداعمة للصعود ما زالت قائمة، ومنها:

– استمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، والتي تُثير مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

– السياسات الجمركية الأمريكية التي تُزيد من حدة التضخم، مما يدفع المستثمرين إلى التحوُّط عبر الذهب.

– تقلبات أسواق العملات وتراجع ثقة المستثمرين في الأصول التقليدية مثل السندات والأسهم.

في هذا الصدد، علق “روس نورمان”، المحلل المالي الشهير، قائلًا: “نعيش حاليًا عصرًا ذهبيًا حرفيًا، حيث تُشبه ديناميكية السوق تلك التي شهدناها في مطلع الألفية الجديدة”.

 المخاطر الكامنة.. هل يُمكن أن ينقلب المد فجأة

رغم التفاؤل السائد، يحذر بعض الخبراء من أن سعر الذهب قد يواجه رياحًا معاكسة في الأشهر المقبلة. فمن ناحية، قد تؤدي الأسعار المرتفعة جدًا إلى كبح جماح الطلب على المجوهرات، خاصة في الأسواق الآسيوية التي تُعد أكبر مستهلك للمعدن الأصفر. ومن ناحية أخرى، فإن التقلبات الحادة في السياسات النقدية قد تُعيد توجيه جزء من الاستثمارات نحو أصول أخرى.

“سوكي كوبر”، المحللة في “ستاندارد تشارترد”، تُعلق على هذا قائلة: “لا نستطيع استبعاد احتمال هبوط سعر الذهب إذا خفتت حدة التوترات التجارية، أو إذا بدأت البنوك المركزية في خفض مشترياتها”.

 الفضة.. هل ستلحق بركب الذهب في الصعود؟

في حين يُحلق الذهب نحو آفاق جديدة، تبقى الفضة متخلفة عن الركب. فبحسب البيانات، لم يتجاوز ارتفاع سعر الفضة منذ بداية العام 12%، وذلك بسبب:

– ضعف الطلب الصناعي، الذي يُشكل نصف الاستهلاك العالمي للفضة.

– فائض المعروض في قطاع الخلايا الشمسية، أحد القطاعات الرئيسية المستهلكة للمعدن.

لكن بعض الخبراء يتوقعون أن تشهد الفضة انتعاشة في العامين المقبلين، مدعومةً بـ:

– العجز المتوقع في المعروض بسبب التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة.

– زيادة الطلب من قطاع التكنولوجيا، خاصة في صناعات الذكاء الاصطناعي والمركبات الكهربائية.

 الخلاصة.. ماذا يعني هذا للمستثمر العادي؟

إذا كنت تُفكر في دخول سوق الذهب، فإليك النقاط التي يجب وضعها في الاعتبار:

– التنويع ضروري: لا تضع كل بيضك في سلة واحدة، فالذهب مجرد جزء من استراتيجية استثمارية متكاملة.

– تابع التحليلات أولًا بأول: مؤشرات سعر الذهب حساسة للأحداث الجيوسياسية، فكن مستعدًا للتقلبات الحادة.

– استشر الخبراء: لا تعتمد على التوقعات العامة فقط، بل ابحث عن تحليلات مُخصصة لظروفك المالية.

في النهاية، يُمكن القول إن سعر الذهب ليس مجرد رقم على الشاشة، بل هو مرآة عاكسة لصحة الاقتصاد العالمي. وفي ظل العواصف التي تُهز الأسواق حاليًا، يبدو أن البريق الأصفر سيبقى الوجهة المفضلة لمن يبحثون عن الأمان. لا تتعجلوا في اتخاذ القرار. راقبوا سعر الذهب اليوم عن كثب، واستشيروا خبراء السوق قبل أي خطوة. الذهب استثمار طويل الأمد، والترقب أحيانًا قد يكون كنزًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى