وداعاً للعلاج الكيميائي!.. عشبة صينية منسية تحفز انتحار خلايا السرطان وتُبهر العلماء

كشفت أحدث الدراسات العلمية عن اكتشاف مذهل في عالم الطب، حيث تمكنت عشبة صينية تقليدية من إثبات قدرة فائقة على قتل الخلايا السرطانية وتحفيزها على الانتحار الذاتي، مما يفتح آفاقاً جديدة لعلاج الأورام الخبيثة.

في تطور علمي قد يُحدث ثورة في علاج السرطان، أعلن باحثون يابانيون عن نجاح خلاصة مستخلصة من عشبة صينية تقليدية في قتل الخلايا السرطانية بشكل فعال. هذا الاكتشاف الذي قد يمثل بداية لعصر جديد في مواجهة أحد أخطر الأمراض في العصر الحديث، يأتي من كنوز الطب الصيني التقليدي الذي ما زال يثبت يوماً بعد يوم قدرته على تقديم حلول طبية مبتكرة.

العشبة الصينية المنسية: ما هي “شان دو جين”؟

تعرف العشبة الصينية التي أصبحت محط أنظار العلماء باسم “شان دو جين”، وهي الاسم الشائع لنبات “سوفورا ساببروستراتا”. تستخدم هذه العشبة تقليدياً في الطب الصيني كمصل مضاد ومسكن للألم، لكن الأبحاث الحديثة كشفت عن قدرات خارقة لها في مكافحة السرطان.

تمكن العلماء في جامعة شووا بطوكيو من عزل مادة تسمى “سوفورانون” من جذور هذه العشبة، وهي مادة فلافونويدية تملك نشاطاً مضاداً للسرطان. وتعد مركبات الفلافونويد من المركبات الطبيعية التي تتواجد أيضاً في ثمار الخضراوات والفواكه، لكن “سوفورانون” أظهر خصائص فريدة في مكافحة الأورام الخبيثة.

آلية مذهلة: كيف تحفز العشبة انتحار الخلايا السرطانية؟

اكتشف الباحثون أن العشبة تعمل من خلال آلية بيولوجية دقيقة تعرف باسم “عملية انتحار الخلايا المبرمج”، وهي إحدى الطرق الطبيعية التي يستخدمها الجسم لمنع نمو وظهور السرطان.

في الظروف الطبيعية، تظهر آليات داخل الخلايا غير الطبيعية اعتلالات وتحفز الخلية على الانتحار الإجباري. لكن الخلايا السرطانية تنجح في التهرب من هذه الآلية الدفاعية، وهنا يأتي دور العشبة الصينية.

لاحظ العلماء في تجاربهم أن الخلاصة المعزولة من جذور نبات “سوفورا ساببروستراتا” تحفز الخلايا الخبيثة في سرطان الدم الذي يصيب الإنسان، على الانتحار. كما أظهرت النتائج أن نسبة الخلايا المبرمجة للانتحار زادت بزيادة تركيز الخلاصة، مما يدل على فعالية جرعة العلاج.

نتائج مذهلة: فعالية ضد سرطانات متعددة

كشفت الدراسات أن فعالية العشبة الصينية لا تقتصر على نوع واحد من السرطان، بل تمتد لتشمل عدة أنواع من الأورام الخبيثة. فقد أشار الباحثون في المجلة الدولية للسرطان إلى أن التراكيز المنخفضة من هذه الخلاصة تعطل نمو خلايا اللوكيميا البشرية إلى جانب الكثير من الأورام الصلبة المتنوعة.

وكان هذا المركب فعالاً بشكل خاص ضد سرطان المعدة، مما يوسع من آفاق استخدامه المستقبلية في علاج أنواع متعددة من الأورام الخبيثة.

أبحاث متطورة: تعاون علمي دولي لتحقيق الاستفادة القصوى

لا تقتصر الأبحاث على الفريق الياباني فقط، بل تمتد لتشمل تعاوناً دولياً واسعاً. فقد أعلن باحثون صينيون وبريطانيون عن كشف الأسرار التطورية التي تمكن الأعشاب الطبية المعروفة باسم “باربد سكلكاب” (الشائكة الطاقية) من إنتاج مركبات مقاومة للسرطان.

وقالت البروفيسورة كاثي مارتن، أحد مؤلفي الدراسة: “لقد وجدنا أن المستقلب الأولي له نشاط ضد الخلايا السرطانية ولكن ليس الخلايا غير السرطانية، وهو أمر مهم بشكل خاص لمستقلب مضاد للسرطان”.

وأضافت: “الآن، مع معرفة الجينات التي تشكل المسار الكيميائي الحيوي وراء النشاط المضاد للسرطان، يقترب الباحثون من القدرة على تصنيع كميات أكبر من المركبات بسرعة أكبر وبشكل مستدام”.

مستقبل العلاج: متى ستتوفر هذه العلاجات؟

في ضوء هذه الاكتشافات، يرى الخبراء أن خلاصة “سوفورانون” قد تتوافر قريباً لمعالجة مرضى السرطان، وقد يتاح استخدامها في تصنيع العقاقير المضادة أو الواقية خلال عشر سنوات.

كما أظهر العمل السريري أن المستحضرات التي تعتمد على هذه العشبة يمكن أن تقلل من خطر الأورام الخبيثة، خاصة عند استخدامها أثناء العلاج الكيميائي، مما يزيد من الآمال في تطوير علاجات أكثر فعالية وأقل آثاراً جانبية.

خلاصة الاكتشاف العلمي:

تمثل هذه الاكتشافات خطوة مهمة نحو تطوير علاجات أكثر دقة للسرطان، حيث تفتح الباب أمام استغلال كنوز الطبيعة في مكافحة أحد أخطر الأمراض التي تواجه البشرية. ومع استمرار الأبحاث والتجارب، قد نشهد قريباً تحولاً جذرياً في طرق علاج السرطان تجمع بين حكمة الطب التقليدي ودقة العلم الحديث.