“فضيحة جديدة تهز السوشيال ميديا بعد القبض على ‘بنت مبارك’… أم مكة وأم سجدة في قبضة الأمن وهذه التهمة التي قد تغير حياتهما”

بعد أيام فقط من الصدمة التي أحدثها القبض على المدوِّنة المزعومة “بنت الرئيس مبارك” بتهمة التشهير ونشر الأخبار الكاذبة، هزت فضيلة جديدة الرأي العام مع إعلان الأجهزة الأمنية القبض على بلوجرتين أخريين هما أم مكة وأم سجدة . تكشف هذه الوقائع المتتالية عن تحول جذري في تعامل الدولة مع منصات التواصل الاجتماعي، حيث لم تعد هذه المنصات منطقة رمادية خارجة عن سيطرة القانون. لقد أصبح واضحًا أن الحملة ليست مجرد رد فعل عابر، بل هي إستراتيجية أمنية شاملة لفرض الضوابط والأخلاقيات على المحتوى الرقمي، ومواجهة أي محاولة للاستغلال غير المشروط للسوشيال ميديا لتحقيق أرباح سريعة على حساب القيم العامة.

من هما أم مكة وأم سجدة؟ وكيف تم ضبطهما؟

وفقًا للبيانات الرسمية التي نشرتها وزارة الداخلية، فإن “أم مكة” و”أم سجدة” هما ربتا منزل، تقيم إحداهما في محافظة القاهرة والأخرى في محافظة القليوبية . وقد جاء القبض عليهما بعد أن تلقَّت الأجهزة الأمنية عدة بلاغات من المواطنين ضدهما . وبعد إجراءات تحقيقية وتقنين الإجراءات، تمكنت قوات الأمن من تحديد مكانهما وضبطهما . وبمواجهتهما بالبلاغات، اعترفتا على الفور بصحة ما نُسب إليهما، مُقرَّتين بأن الدافع وراء نشر ذلك المحتوى كان زيادة نسب المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي، وبالتالي تحقيق أرباح مالية كبيرة من وراء هذه المشاهدات .

h2: التهم الموجهة إليهما: ما بين خدش الحياء وغسيل الأموال

لم تكن التهم الموجهة إلى “أم مكة” و”أم سجدة” بسيطة، بل تنوعت بين مخالفة الآداب العامة وقضايا مالية جسيمة، وهي:

  • نشر محتوى خادش للحياء العام: حيث اتُهمتا بنشر مقاطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي تتضمن ألفاظًا وإيحاءات خادشة للحياء، ومظهرًا من مظاهر الخروج على الآداب العامة .
  • إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي: وذلك باستخدام المنصات بشكل يتعارض مع القوانين المنظمة لها ويخالف النظام العام .
  • غسيل الأموال: وهي التهمة الأثقل، حيث تشير التقارير إلى أن المحكمة قد قضت بتأييد قرار التحفظ على أموال “أم سجدة” بشكل خاص، بتهمة غسيل الأموال المتحصلة من نشاطها غير المشروع على المنصات .

المصير القانوني: الأحكام والاستئناف

بدأت العجلة القانونية تدور فور ضبطهما، حيث تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وعرضهما على النيابة التي باشرت التحقيق . وفي تطورات القضية، قضت المحكمة بحبس “أم سجدة” 6 أشهر وتغريمها 100 ألف جنيه . ولم تقف القضية عند هذا الحد، فقد تقدمت “أم سجدة” بطلب الاستئناف على الحكم الصادر بحقها . وفي أحدث تطور، قررت المحكمة تجديد حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات لتهمة غسيل الأموال .

الصورة الأكبر: حملة أمنية شاملة تطبق قواعد اللعبة على “البلوجرز”

لا يمكن فهم هذه القبضات بمعزل عن بعضها البعض، فهي تشكل معًا حملة أمنية واضحة المعالم. فقبل أيام من ضبط “أم مكة” و”أم سجدة”، كانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على البلوجر مروة يسري، المعروفة إعلاميًا باسم “بنت الرئيس مبارك” . وكانت التهمة الموجهة إليها هي نشر أخبار كاذبة والزعم باتجار الفنانة وفاء عامر وآخرين في الأعضاء البشرية، دون تقديم أي دليل . هي الأخرى اعترفت خلال التحقيقات بأنها اختلقت هذه الادعاءات بهدف جذب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية . هذه الوقائع المتزامنة تُرسِّل رسالة قوية مفادها أن زمن الفوضى الرقمية قد ولى، وأن هناك قواعد جديدة للعبة يحاسب على أساسها كل من يتجاوز الخطوط الحمراء، سواء كانت تتعلق بالشرف والأعراض أو بنشر الإشاعات والأخبار المزيفة.

الخاتمة: درس قاسي.. مستقبل صناعة المحتوى في مصر بين القانون والمسؤولية

تمثل هذه الأحداث مجتمعة نقطة تحول حاسمة في التعامل مع عالم صناعة المحتوى في مصر. لقد أوضحت الحملة الأمنية أن حرية الإبداع والتعبير على منصات التواصل الاجتماعي لا تعني مطلقًا الانحدار إلى هاوية المحتوى الهابط، أو خدش الحياء العام، أو اختلاق الإشاعات للاستفادة ماديًا. الرسالة الموجهة إلى جميع صانعي المحتوى الآن واضحة: “المحتوى المسؤول هو المستقبل”. أي نجاح قائم على مخالفة القانون أو القيم الأخلاقية هو نجاح وهمي وزائل، وسريعًا ما تنكشف أدواته، وتنقلب موازينه، لينتهي بصاحبه إلى الحبس والتحقيق والمصادرة المالية. يبدو أن مشهد السوشيال ميديا المصري يدخل حقبة جديدة من الضبط والإلزام بالمعايير، حيث تصبح الجاذبية الجماهيرية والربح المادي مقترنين دائمًا بالمسؤولية والالتزام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى