
لطالما ارتبط مفهوم المنزل بالأمان والصحة، ولكن قد يكون منزلك يخفي بين زواياه مصادر خفية للأمراض. كشفت الدراسات التي أجرتها مؤسسة الصحة الوطنية عن وجود بكتيريا القولون، بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية، في عدة أماكن مفاجئة في منزلك، بعضها يحتوي على بكتيريا برازية أكثر من حوض المرحاض نفسه .
إسفنجات وأحواض المطبخ
إسفنجات المطبخ تمثل بيئة خصبة لتكاثر البكتيريا الخطيرة مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية، لأنها رطبة جداً وتكون على تلامس مباشر مع بقايا الطعام . للحفاظ على صحتك، ينصح الخبراء بتعقيم الإسفنجة بشكل منتظم، حيث يمكن وضعها في الميكروويف لقتل هذه البكتيريا .
أما أحواض المطابخ فقد أثبتت الدراسات أنها تحتوي على بكتيريا برازية أكثر من حوض المرحاض، لأنه عادة ما يتم تطهير المرحاض بانتظام، في حين تظل أحواض المطبخ على اتصال مستمر مع بقايا الطعام والماء . التنظيف والتطهير المنتظم للأحواض هو الحل الأمثل للقضاء على هذا التهديد الصحي.
أسطح المطبخ وألواح التقطيع
عادة ما نقوم بتجهيز الطعام على سطح منضدة المطبخ، مما يجعله بيئة مناسبة لتراكم بقايا الطعام والبكتيريا الضارة إذا لم يتم تنظيفه بشكل صحيح بعد كل استخدام .
تعتبر ألواح التقطيع من أكثر الأماكن خطورة، خاصة تلك التي تتلامس مع اللحوم النيئة وغيرها من المنتجات الطازجة التي يمكن أن تنقل بكتيريا السالمونيلا والإشريكية القولونية. ينصح الخبراء بغسلها بعد كل استخدام بالصابون والماء الساخن لمنع انتقال هذه البكتيريا إلى الأطعمة الأخرى .
أدوات المطبخ الإلكترونية وفرش الأسنان
قد لا يخطر ببالك أن آلة تحضير القهوة يمكن أن تكون مصدراً للجراثيم، ولكنها في الحقيقة تمثل بيئة مثالية لانتشار الكائنات الحية الدقيقة لأنها مظلمة ورطبة. وقد تبين أن حوالي 50% من خزّانات القهوة التي جرى تحليلها تحتوي على العفن والخميرة، وحوالي 9% منها تحتوي على البكتيريا القولونية .
أما فرشاة الأسنان فقد كشفت دراسة أجرتها جامعة أركنساس عن وجود “ما يصل إلى 1.2 مليون بكتيريا في فرشاة الأسنان” بما في ذلك المكورات العنقودية، والبكتيريا الإشريكية القولونية، وخميرة الفطريات والجراثيم العقدية . تكمن المشكلة في كيفية ومكان تخزين الفرش، حيث يرجح الخبراء وجود علاقة بين التلوث وقرب أوعية الحفظ من المرحاض .
أماكن الاستحمام وألعاب الحيوانات
عادة ما تظهر في صنابير الحمام وأحواض الاستحمام وسدادات الأحواض طبقة رقيقة من الغشاء الحيوي، وهي عبارة عن طبقة شفافة تتشكل من تراكم البكتيريا المختلفة. هذا الغشاء لا يبدو قذراً بالضرورة للعين المجردة، لكنه يشكل خطراً حقيقياً على الصحة .
وجدت الدراسة التي أجرتها مؤسسة الصحة الوطنية أن حوالي 23% من ألعاب الحيوانات الأليفة تحتوي على المكورات العنقودية الخطرة، وهي أعلى نسبة مقارنة بجميع الأغراض المنزلية التي تمت دراستها، حيث توجد الخمائر والفطريات في حوالي 55% من الألعاب .
الأجهزة الإلكترونية
عادة ما نستخدم أجهزة الكمبيوتر وأجهزة التحكم عن بُعد بانتظام، ومن قبل أكثر من شخص، حتى عندما تكون أيادينا غير نظيفة أو عندما نكون مرضى، مما يجعلها ناقلاً مثالياً للجراثيم بين أفراد الأسرة .
كيف تنتشر الجراثيم في منزلك؟
تمثل البيئات الحارة والرطبة بيئة ملائمة لتكاثر الجراثيم التي تنتشر بثلاث طرق رئيسية :
- من شخص لآخر
- من شخص لسطح آخر
- من السطح لشخص آخر
تلعب العادات اليومية دوراً مهماً في انتشار البكتيريا، فإذا قمنا بإعداد الطعام على لوح التقطيع وعدم غسله، فقد يؤدي ذلك إلى انتشار البكتيريا بسرعة. كما أن الجراثيم يمكن أن تبقى في الخشب الرطب ثم تنمو فيه، لذلك فإن غسل اليدين والتنظيف المنتظم للمنزل من أفضل الطرق للوقاية من العدوى .
نصائح أساسية للحفاظ على منزل صحي
- التنظيف ليس هو نفسه التطهير: يركز التنظيف على إزالة الأوساخ المرئية، بينما يستهدف التطهير القضاء على الكائنات الحية الدقيقة التي يمكن أن تسبب الأمراض .
- لا تخلط بين المفهومين: ما يبدو نظيفاً لا يكون بالضرورة صحياً. فقد تبدو المنطقة نظيفة، لكنها قد تضم كثيراً من الميكروبات غير المرئية التي يمكن أن تكون ضارة بصحتك .
- غير فرشاة الأسنان كل ثلاثة أشهر أو بعد المرض، واحرص على حفظها بعيداً عن المرحاض .
- ركز على النظافة المخصصة: بالنسبة للخبراء، من المهم التركيز على تنظيف مناطق معينة من المنزل في أوقات محددة .
باتباع هذه الإرشادات البسيطة، يمكنك تحويل منزلك من بيئة خصبة للجراثيم إلى ملاذ صحي آمن لك ولعائلتك.