
هل سمعت من قبل عن صلاة الغفلة؟ لعلّ الاسم غريبًا بعض الشيء، لكنها من الصلوات النافلة المستحبة التي يغفل عنها الكثيرون بسبب انشغالهم بأمور الدنيا وقت أدائها. في هذا المقال، نوضح حكم هذه الصلاة، ووقت أدائها، وعدد ركعاتها، مستندين إلى ما جاء في أقوال الفقهاء والسنة النبوية, وما جأت به دار الأفتاء المصرية.
ما هي صلاة الغفلة؟ ولماذا سُميت بهذا الاسم؟
صلاة الغفلة هي إحدى النوافل التي تؤدى بين صلاتي المغرب والعشاء. ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى أن الناس عادة ما ينشغلون في هذا الوقت بتناول العشاء أو الراحة، فيغفلون عن أداء هذه الصلاة. وتُعرف أيضًا باسم “صلاة الأوَّابين”، والأوَّاب هو الشخص الكثير الرجوع إلى الله والتوبة.
حكم صلاة الغفلة وفضلها
أجمع علماء المذاهب الأربعة على استحباب هذه الصلاة. وقد وردت عدة أحاديث وآثار – وإن كان بعضها ضعيفًا – تبيّن فضلها العظيم، منها ما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن صَلَّى بَينَ المَغرِبِ وَالعِشَاءِ عِشرِينَ رَكعَةً بَنَى اللهُ لَهُ بَيتًا فِي الجَنَّةِ».
وقت صلاة الغفلة الصحيح
يبدأ وقتها بعد الانتهاء من صلاة المغرب مباشرة، ويمتد حتى دخول وقت صلاة العشاء. وهو وقت قصير ومحدد، مما يزيد من احتمالية غفلة الناس عنه.
عدد ركعات صلاة الغفلة بين الأقوال الفقهية
تعددت آراء الفقهاء في عدد ركعات هذه الصلاة، مما يتيح للمسلم مرونة في الأداء:
- أقلها ركعتان.
- وقيل: أربع ركعات.
- وأوسطها ست ركعات.
- وأكملها عشرون ركعة.
ويمكن للمصلي أن يختار ما يناسبه من هذه الأعداد، فجميعها واردة في السنة وأقوال العلماء.
أدلة من السنة وأقوال الفقهاء
إلى جانب الحديث السابق، ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَن صَلَّى بَعدَ المَغرِبِ سِتَّ رَكَعَاتٍ لَم يَتَكَلَّم بَينَهُنَّ بِسُوءٍ، عُدِلنَ لَهُ بِعِبَادَةِ ثِنتَي عَشرَةَ سَنَةً».
ونقل الإمام ابن عابدين الحنفي في “حاشيته” استحباب ست ركعات بعد المغرب. كما أكد الإمام ابن أبي زيد القيرواني المالكي في “الرسالة” على التنفل بين المغرب والعشاء وترغيب الشارع فيه.
الآن وقد تعرفت على فضل صلاة الغفلة ووقتها، لم لا تحرص على اغتنام هذا الوقت الثمين وتكسب أجرًا عظيمًا يُبنى لك فيه بيت في الجنة؟ شاركنا بتجربتك إذا كنت مؤديًا لها باستمرار.
أقرأ ايضا:-