شهدت توقعات الذهب خلال الأسبوع الماضي تقلبات حادة، وصلت ذروتها في آخر يومين من التداول، بعد أن أثارت تقارير عن فرض تعريفات جمركية على سبائك الذهب حالة من الذعر في الأسواق.
ورغم نفي البيت الأبيض لهذه التقارير، ظل الذهب محتفظًا بمستويات مرتفعة قريبة من 3400 دولار للأوقية، مما يعكس حالة عدم اليقين العالمي وتزايد الإقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
أداء الذهب خلال الأسبوع الماضي
البداية: ضغوط بيعية سريعة ثم ارتداد قوي
بدأ الذهب الفوري تعاملات الأسبوع عند 3360.52 دولارًا للأوقية، قبل أن يتراجع سريعًا إلى دعم 3345 دولارًا مساء الأحد.
لكن بمجرد افتتاح السوق الأمريكي يوم الاثنين، شهد الذهب أول موجة ارتفاع قوية، متجاوزًا 3383 دولارًا.
وبالرغم من فشل السعر في الثبات فوق 3380 دولارًا مساء الاثنين، إلا أن الأسعار تلقت دعمًا جديدًا، لترتفع مجددًا إلى 3390 دولارًا صباح الثلاثاء.
منتصف الأسبوع: شراء آسيوي وأوروبي يدفع الأسعار لأعلى
بعد توقعات الذهب الاسبوع الماضي شهد مساء الأربعاء عمليات شراء مكثفة من المتداولين الآسيويين والأوروبيين، لتسجل الأسعار قمة أسبوعية جديدة عند 3396 دولارًا.
ومع انتشار أخبار فرض تعريفات على الذهب السويسري مساء الخميس، اخترقت أسعار الذهب حاجز 3400 دولار، قبل أن تستقر قربه حتى إغلاق الأسبوع.
عوامل صعود الذهب
1. أخبار التعريفات الجمركية
إشاعات فرض تعريفات على سبائك الذهب السويسرية كانت المحرك الأكبر لارتفاع الأسعار، إذ عززت من الطلب على الملاذات الآمنة.
2. توقعات الذهب و خفض أسعار الفائدة الأمريكية
الأسواق تُسعّر بالفعل خفضًا محتملًا لأسعار الفائدة في سبتمبر، قد يصل إلى 50 نقطة أساس، مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.
3. ضعف البيانات الاقتصادية
تراجع ثقة المستهلك الأمريكي، وضعف مبيعات التجزئة، وزيادة مخاطر الركود، كلها عوامل تدعم الطلب على الذهب.
4. تقلبات الأسواق العالمية
التوترات التجارية، وتذبذب أسعار العملات، إضافة إلى اضطرابات سلاسل التوريد، ساهمت في تعزيز مكانة الذهب كأصل آمن.
توقعات الذهب واراء الخبراء
دارين نيوسوم – Barchart.com
يتوقع استمرار الاتجاه الصعودي، مشيرًا إلى أن أي أخبار سياسية أو تجارية مفاجئة قد تضيف المزيد من الزخم.
جيمس ستانلي – Forex.com
يرى أن مستوى 3435 دولارًا يمثل مقاومة قوية، وإذا تم اختراقه، فقد نرى استهداف 3500 دولار.
أما الدعم القوي فيوجد عند 3350 دولارًا.
أوليه هانسن – Saxo Bank
يحذر من الاعتماد على اختراقات العقود الآجلة، مشددًا على أهمية مراقبة الأسعار الفورية، مع ضرورة تجاوز 3450 دولارًا لتأكيد الاختراق.
شون لوسك – Walsh Trading
يتوقع إمكانية وصول الأسعار إلى 3690 دولارًا في حال استمرار الزخم، لكنه يحذر من أن كسر مستوى 3400 دولار قد يؤدي إلى عمليات بيع قوية.
العوامل الاقتصادية المؤثرة في أسعار الذهب
1. بيانات التضخم
ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك أو المنتج قد يدفع الفيدرالي لتسريع أو تأجيل خفض الفائدة، ما ينعكس مباشرة على الذهب.
2. قوة الدولار الأمريكي
ارتفاع الدولار يضغط على أسعار الذهب، والعكس صحيح.
3. سياسات البنوك المركزية
قرارات الفيدرالي وبنك الاحتياطي الأسترالي، وغيرها من البنوك الكبرى، تشكل بيئة مؤثرة على الذهب.
4. الطلب العالمي على الذهب
الطلب من البنوك المركزية، والصناديق الاستثمارية، والمستهلكين (خاصة في الهند والصين) يحدد جزءًا كبيرًا من حركة الأسعار.
التوقعات الفنية لأسعار الذهب
الدعم والمقاومة الرئيسية
- الدعم الأول: 3350 دولارًا
- الدعم الثاني: 3280 دولارًا
- المقاومة الأولى: 3435 دولارًا
- المقاومة الثانية: 3500 دولارًا
السيناريو الصعودي
في حال اختراق 3450 دولارًا والثبات أعلاه، قد يستهدف الذهب 3500 دولار، ثم 3690 دولارًا.
السيناريو الهبوطي
كسر مستوى 3400 دولار قد يدفع الأسعار نحو 3355 دولارًا، وربما 3280 دولارًا إذا زاد الضغط البيعي.
استراتيجيات المستثمرين للتعامل مع توقعات الذهب وتقلابته
1. التنويع
عدم الاعتماد على الذهب فقط، بل مزجه مع أصول أخرى لتقليل المخاطر.
2. التداول قصير الأجل
استغلال موجات التقلب لتحقيق أرباح سريعة، مع الالتزام بوقف الخسائر.
3. الاستثمار طويل الأجل
الاحتفاظ بالذهب كتحوط ضد التضخم والأزمات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
خاتمة: الذهب بين دعم الأساسيات وضغط الأخبار
توقعات الذهب على المدى القريب تشير إلى استمرار حالة التذبذب، لكن الزخم العام لا يزال مائلًا للصعود في ظل
- احتمالات خفض أسعار الفائدة،
- واستمرار الضبابية الاقتصادية،
- وتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة.
بالنسبة للمستثمرين، تبقى إدارة المخاطر ومتابعة البيانات الاقتصادية العالمية أمرًا ضروريًا قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
فالذهب اليوم يتحرك بين التأثر اللحظي بالأخبار، والدعم القوي من العوامل الاقتصادية طويلة الأمد، مما يجعله في قلب اهتمامات الأسواق خلال النصف الثاني من 2025.
اكتشاف المزيد من ترند ميديا
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
