يشكل التفلج (الفراغ بين الأسنان الأمامية) ظاهرة جمالية تباينت النظرة إليها عبر العصور، حيث تنقلب المواصفات الجمالية من فترة لأخرى، لكن الأهم هو فهم الأبعاد الصحية والشرعية المرتبطة بهذه الممارسة.
النظرة التاريخية والشرعية للتفلج
عرف التفلج قديماً كإحدى علامات الجمال، حيث كانت النساء يلجأن إلى صنع فراغ بين الأسنان الأمامية عمداً. إلا أن الشريعة الإسلامية نهت عن هذه الممارسة، فقد ورد النهي عن التفلج في السنة النبوية، مما دفع الباحثين في الإعجاز العلمي إلى دراسة الحكمة من هذا النهي.
المخاطر الصحية العلمية للتفلج
كشفت الدراسات العلمية أن تجويف الفم يحتوي على عدد هائل من الجراثيم والكائنات الدقيقة التي تتحول إلى مسببات أمراض في حال:
- ضعف المناعة العامة للجسم
- تحريك الأسنان وتعريضها للضغط
- إحداث فراغات غير طبيعية بين الأسنان
وأظهرت الأبحاث أن التدخل في تركيب الأسنان الطبيعي – خاصة في الفك العلوي – قد يؤدي إلى:
- انتشار الالتهابات إلى الجيوب الأنفية
- انتقال الميكروبات إلى التجويف الكهفي داخل الدماغ
- مضاعفات خطيرة على الصحة العامة
تقلبات الموضة الجمالية عبر الزمن
شهدت النظرة إلى التفلج تحولات كبيرة:
- قديماً: علامة جمال تُصنع عمداً
- فترة لاحقة: أصبح علامة على القبح وهرعت النساء إلى عيادات طب الأسنان لإغلاق الفراغ
- الوقت الحالي: عودة التفلج كموضة جمالية مرغوبة
الإقبال الحديث على التفلج الجمالي
تشير إحصاءات حديثة إلى:
- زيادة ملحوظة في الإقبال على الحصول على التفلج صناعياً
- تكلفة تصل إلى 500 دولار أمريكي لإحداث هذه الفراغات
- تحول في المفاهيم الجمالية حيث لم تعد الأسنان المصفوفة مثالية في نظر البعض
نجومية التفلج في عالم الموضة
قادت هذه الموضة نجومات عالميات مثل:
- العارضة الأسترالية جيسيكا هارت (2009)
- العارضة لارا ستون (الوجه الدعائي لدار كالفين كلاين)
- الممثلتان آنا باكوين وديمي لافتوفا
- العارضة الشابة جيورجيا جاجر
رأي الاختصاصيين الطبي
يشير أطباء الأسنان في الولايات المتحدة وأوروبا إلى:
- تزايد أعداد الراغبين في الحفاظ على الفراغات الطبيعية بين الأسنان
- إقبال من قاموا سابقاً بإغلاق هذه الفراغات على استعادتها
- تحول في المفاهيم الجمالية نحو القيمة التعبيرية والصدق
خاتمة: بين الجمال والصحة
يظل التفلج بين الأسنان قضية تجمع بين الأبعاد الجمالية والصحية والشرعية. بينما تتغير المعايير الجمالية مع الزمن، تبقى السلامة الصحية والالتزام بالأحكام الشرعية هي الأساس المتين الذي يجب أن ترتكز عليه خياراتنا الجمالية.
