تحذير نبوي.. لماذا حذر الرسول ﷺ من طعام المتباريين؟

في زمن انتشرت فيه المظاهر والرياء، يبرز تحذير نبوي غاية في الأهمية يخص طائفة من الناس يسعون وراء الشهرة والمفاخرة. فما قصة المتباريين الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إجابة دعوتهم وأكل طعامهم؟ وما الحكمة الكامنة وراء هذا النهي الشريف؟

من هم المتباريان؟ وكيف كان طعامهم؟

يشرح الداعية الدكتور محمد علي أن المتباريين هما شخصان يتعارضان بفعليهما، حيث يفعل كل واحد منهما مثل فعل صاحبه ليرى أيهما يغلب الآخر ويتفوق عليه. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن طعامهما لما فيه من الرياء والمباهاة، ولأنه يدخل في جملة ما نهي عنه من أكل المال بالباطل.

نصوص شرعية تؤكد التحذير

واستدل الداعية بما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “المتباريان لا يجابان، ولا يؤكل طعامهما”. كما نقل عن الإمام ابن القيم قوله إن من الأكل المكروه “أكل أطعمة المرائين في الولائم والدعوات”، مؤكداً أن في السنن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “نهى عن طعام المتبارين”.

الحكمة من النهي: الفخر والسمعة والرياء

وأوضح الداعية أن الإسلام نهى عن الفخر والرياء بشكل قاطع، مشيراً إلى أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فسر النهي بأن المتباريين يقيم كل واحد منهما الوليمة والضيافة بقصد الفخر والسمعة والمباهاة والرياء، دون أن يقصد بذلك وجه الله تعالى. بل يريد كل منهما من إقامة الطعام أن يسابق غيره في مباراة الفخر حتى يعجزه أن يصنع مثله.

لماذا لا يؤكل هذا الطعام؟

يكمن الخطر في أن إجابة الدعوة والأكل من هذا الطعام فيه إعانة لهما على فعلهما المشين، وتشجيع على الاستمرار في السلوك المرائي. وهذا ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن إجابة دعتهم أو الأكل من طعامهم، سداً لذريعة الرياء وحفاظاً على purity النوايا في العبادات والمعاملات.

خاتمة: دعوة للتعفف والتقوى

يذكرنا هذا الحديث الشريف بأهمية إخلاص النية في كل عمل، ويحذرنا من ان نكون من المتباريين الانزلاق وراء دواعي الرياء والمفاخرة التي تهدر الأجر وتذهب بالبركة. فليس المقصد من العبادات والعادات التنافس على حظوظ الدنيا، بل التنافس في مرضاة الله تعالى وتحقيق التقوى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى