جدول المحتويات
في البداية.. لنكن صريحين قليلاً “شات جي بي تي” ظهر في حياتنا بشكل مفاجئ أحيانًا يساعدنا، وأحيانًا يحسّن مزاجنا، وكأنه صديق يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا
لكن السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه:
هل وجوده فعلاً يجعلنا نشعر بالراحة.. أم أنه يجعلنا نبتعد عن العالم شيئًا فشيئًا؟
شات جي بي تي.. أكثر من أداة
عندما تم إطلاق “شات جي بي تي” في أوائل عشرينيات القرن الحالي، لم يتوقع أحد مدى تأثيره على حياتنا
أصبح جزءًا من روتيننا، ومن أسئلتنا اليومية، وحتى من حديثنا الشخصي.
بعض الأفراد يستخدمونه لحل مشكلات التكنولوجيا وبعضهم يتحدثون معه عن علاقاتهم وآخرون يجدون المتعة في مجرد وجوده لكن هناك شيء تغيّر.. شيئًا قد لا ندركه بسهولة لأننا نستمتع بالراحة، ننسى أننا بدأنا نبتعد عن الآخرين.
هل هذه العلاقة صحية؟ أم أننا نتهرب؟
هناك دراسات جديدة من “أوبن إيه آي” و معهد ماساتشوستس، أشارت إلى شيء مقلق حقًا
وجدوا أن الأشخاص الذين يستخدمون شات جي بي تي بشكل منتظم، وخاصة مع الصوت والتعبير العاطفي، يبدأون بالشعور بالوحدة مع مرور الوقت
بمعنى أنه: كلما زاد الحديث مع الروبوت كلما انخفض الحوار مع البشر وليس هذا فقط، بل إن الذين كانوا يشعرون بالوحدة قبل استخدامه.. زادت هذه المشاعر لديهم
المحادثات العاطفية.. سلاح ذو حدين
عندما تبدأ بالتحدث مع “شات جي بي تي” عن مشاكلك الشخصية، هو يتفاعل معك ويفهمك ويواسيك
لكن الحقيقة هي أنه لا يشعر بشيء ليس لديه مشاعر، ولا تفاعلات كهرمونية، ولا يتجاوب مثل البشر فأنت تشعر بالراحة وهو يريحك لكن لا يوجد اتصال حقيقي.. مجرد محاكاة متقنة تجعل الفرق يبدو غير ملحوظ
هل يوجد ممن يتأثرون أكثر؟
بالطبع
الدراسة أظهرت أن بعض الناس لديهم قابلية أكبر للارتباط العاطفي بالروبوت كانت النساء أكثر عرضة لذلك . وكذلك كبار السن من يتحدثون عن مهام عملية لم يتأثروا كثيرًا لكن من انخرطوا في مواضيع شخصية.. زادت مشاعر الوحدة لديهم. هذا يعني أن نية المحادثة تؤثر على التجربة بشكل كامل
أنماط المستخدمين التي تم اكتشافها؟
عبر التحليل، وجدوا أن هناك أربعة فئات من المستخدمين:
- المعزول اجتماعيًا: قليل التفاعل مع الآخرين، يستخدم “شات جي بي تي” كبديل
- المعتمد على التكنولوجيا: ارتباط عاطفي كبير، وقليل التواصل مع الآخرين
- من لا يملك مشاعر: يستخدمه كأداة مع البقاء نشطًا اجتماعيًا
- المرور: يتحدث معه في أوقات الفراغ بدون ارتباط عاطفي
الخطورة؟ عندما تنتقل من المرور إلى الاعتماد دون أن تدرك
متى يصبح الذكاء الاصطناعي عبئًا؟
فكر في الأمر قليلًا تشعر بالراحة عند الحديث معه تخبره بأفكارك هو يفهمك دون إصدار أحكام. لكن على المدى البعيد. تقل مقابلاتك مع الناس تقل مشاعرك الحقيقية تبدأ تظن أن التفاعل البشري مجهد. والأسوأ؟ أن جسمك لا يفرز “الأوكسيتوسين” الذي يعزز الثقة والمحبة لأنك لست أمام شخص حقيقي.
الخلاصة يجب أن نكون واعين
لا نقول لك لا تستخدم “شات جي بي تي” بل بالعكس.. هو أداة مفيدة وقوية لكن لا تجعله بديلًا للعلاقات الحقيقية لا تجعله المصدر الوحيد لراحتك ولا تدعه يأخذك إلى مكان يفتقر إلى الارتباط الإنساني
نصيحة أخيرة.. توازنك هو ما يحميك
استخدم شات جي بي تي بحذر اجعل تفاعلك معه وسيلة وليس هدفًا وابقَ دائمًا متصلاً بالناس بكلمة صادقة.. بضحكة من صديق.. بلمسة من أم لأن التكنولوجيا مهما تطورت، لن تعوضنا عن بعضنا البعض.
تعليق واحد