
في واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ صناعة الترفيه، أعلنت شركة نتفليكس عن اتفاقها لشراء أجزاء كبيرة من شركة وارنر براذرز ديسكفري، تتضمن استوديوهات الأفلام والتلفزيون الشهيرة ومنصة البث “إتش بي أو ماكس”. تبلغ قيمة الصفقة الضخمة 72 مليار دولار من حيث القيمة السوقية، لتصل إلى 82.7 مليار دولار مع احتساب الديون. تمثل هذه الخطوة تحولاً جذرياً في استراتيجية نتفليكس وتحولاً تاريخياً في مشهد البث الترفيهي العالمي.
- المشتري: نتفليكس (المنصة الرائدة عالمياً في البث حسب الطلب)
- الأصول المُستحوذ عليها: استوديوهات وارنر براذرز للأفلام والتلفزيون، ومنصة البث HBO Max.
- القيمة الإجمالية: 72 مليار دولار (قيمة الأسهم) / 82.7 مليار دولار (باحتساب الديون).
- نوع الصفقة: مزيج من النقد والأسهم.
- التوقيت المتوقع للإغلاق: الربع الثالث من عام 2026، بعد انفصال أصول “ديسكفري” التلفزيونية.
كنز من المحتوى: ما الذي ستكتسبه نتفليكس؟
ستمنح هذه الصفقة نتفليكس سيطرة على أحد أغنى مكتبات المحتوى في العالم، مما يعزز موقعها بشكل هائل في حروب البث.
أبرز العلامات التجارية والأعمال التي ستمتلكها نتفليكس:
بالإضافة إلى ذلك، ستضم نتفليكس أكثر من 128 مليون مشترك في HBO Max إلى قاعدة مشتركيها التي تتجاوز 300 مليون، لتصبح المنصة المهيمنة بلا منازع مع قاعدة جماهيرية ضخمة تصل إلى نحو 430 مليون مشترك.
التفاصيل المالية والتنظيمية للصفقة
27.75 دولار
23.25 دولار نقداً + 4.50 دولار أسهم نتفليكس
10.7 مليار دولار
5.8 مليار دولار تدفعها نتفليكس
2 – 3 مليار دولار
التحدي الأكبر: عقبات الموافقة التنظيمية
رغم الموافقة المبدئية من مجالس إدارة الشركتين، إلا أن الصفقة تواجه طريقاً طويلاً وشائكاً للحصول على الضوء الأخضر من الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة وحول العالم.
- تركيز السوق: ستجمع الصفقة بين أكبر منصة بث في العالم (نتفليكس) وثالث أكبر منصة (HBO Max)، مما يخلق لاعباً مسيطراً قد يقلل المنافسة. تشير التقديرات إلى أن الحصة السوقية للمنصة المدمجة قد ترتفع من 46% إلى 56% من عدد المستخدمين النشطين شهرياً عالمياً.
- ارتفاع الأسعار: يخشى المحللون والمشرعون أن تؤدي السيطرة الأكبر إلى رفع أسعار الاشتراكات للمستهلكين.
- تأثير على العاملين: عارضت نقابات كتاب وممثلي هوليوود الصفقة بشدة، محذرة من أنها ستؤدي إلى فقدان الوظائف وخفض الأجور وتقليل تنوع المحتوى.
- التمسك بالنموذج السينمائي: تعهدت نتفليكس بالاستمرار في إصدار أفلام وارنر براذرز في السينمات، لكن مدى التزامها بفترة العرض الحصرية التقليدية (التي تعارضها تاريخياً) لا يزال مصدر قلق كبير لقطاع السينما.
آثار الصفقة على صناعة الترفيه
للمشاهدين:
- محتوى ضخم تحت سقف واحد: إمكانية الوصول إلى مكتبتي نتفليكس ووارنر براذرز/HBO الأيقونيتين في مكان واحد، مما قد يقلل الحاجة للاشتراك في منصات متعددة.
- خيارات تجميع واشتراك: قد تقدم نتفليكس حزماً (Bundles) تجمع بين خدماتها، على غرار نموذج ديزني (Disney+ و Hulu).
- توقعات بأسعار أعلى: يحذر الخبراء من أن القوة السوقية المتزايدة قد تتيح لنتفليكس رفع أسعار الاشتراكات على المدى الطويل.
للمنافسين:
- ضغوط هائلة: ستواجه منصات مثل ديزني+، وأمازون برايم فيديو، وباراماونت+، وPeacock تحدياً أكبر للغاية في المنافسة على الاهتمام والمشتركين.
- دفعة للإعلانات: ستمنح الصفقة نتفليكس دفعة كبيرة في سوق الإعلانات الرقمية من خلال قاعدة مستخدمي HBO Max وخبراتها، مما قد يشكل تحدياً إضافياً للمنافسين.
لقطاع السينما:
- مستقبل مجهول: يخشى مالكو وداعمو صالات السينما في جميع أنحاء العالم من أن تؤدي سيطرة نتفليكس إلى تقليل عدد الأفلام المعروضة في السينمات أو تقصير فترات عرضها الحصرية، مما يهدد بقاءهم. قدرت جمعية “سينيما يونايتد” أن الصفقة قد تخفض الإيرادات المحلية لدور السينما بنسبة 25%.
- تعهدات محدودة: بينما تعهدت نتفليكس بالوفاء بالعقود السينمائية الحالية لوارنر براذرز (والتي تمتد حتى 2029)، فإن استراتيجيتها طويلة المدى لصناعة السينما تظل غامضة.
الطريق نحو الإغلاق: ما التالي؟
الخلاصة: إعادة رسم خريطة الترفيه
تمثل صفقة استحواذ نتفليكس على وارنر براذرز لحظة فاصلة في تاريخ الترفيه، حيث تندمج قوة المنصة الرقمية المهيمنة مع تراث أحد أعرق استوديوهات هوليوود. بينما تعد الصفقة بمكاسب كبيرة لنتفليكس من حيث المحتوى والنمو، فإنها تثير أسئلة عميقة حول المنافسة المستقبلية، ومصير العاملين في الصناعة، وتجربة المشاهد النهائي. يبقى التحدي التنظيمي هو العقبة الأكبر، وستحدد نتيجة هذا التحدي ما إذا كانت هوليوود ستشهد ميلاد عملاق جديد بلا منازع، أم أن قوانين مكافحة الاحتكار ستحول دون ذلك. في جميع الأحوال، لن يكون مشهد البث الترفيهي كما كان بعد اليوم.










