This article is available in :
English
في طفرة علمية غير مسبوقة، تمكّن رجل سويدي من التغلب بشكل تام على مرض السكر من النوع الأول بعد معاناة استمرت 37 عاماً. هذا الإنجاز الطبي الفريد، الذي تحقق عبر تقنية زراعة خلايا جزرية مبتكرة ومعززة بتعديلات وراثية، يفتح آفاقاً جديدة لعلاج أحد أكثر الأمراض المزمنة تعقيداً.
التقنية الثورية: CRISPR في مواجهة السكر
تمثل العملية التي خضع لها المريض البالغ من العمر 42 عاماً قفزة نوعية في مجال علاج السكر. حيث تم استخراج خلايا جزرية منتجة للأنسولين من متبرع حي، وزراعتها في العضلة ذات الرأسين في ذراع المريض. اللافت في هذه التقنية هو استخدام أداة التعديل الجيني الثورية CRISPR لتعديل هذه الخلايا وراثياً، مما جعل الجسم يتقبلها دون الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة طوال العمر – وهي العقبة الرئيسية التي كانت تواجه عمليات الزراعة سابقاً.
نتائج مذهلة: من الاعتماد على الأنسولين إلى الشفاء التام
بدأ جسم المريض في إنتاج الأنسولين ذاتياً بعد ثلاثة أشهر فقط من الزراعة، حيث استجابت الخلايا المزروعة بشكل طبيعي لارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبات. وقد أعلن الأطباء في المجلة الطبية الناصعة أن المريض لم يعد بحاجة إلى حقن الأنسولين اليومية، وأصبح بإمكانه تناول الأطعمة التي تحتوي على السكر دون أي قلق، في مؤشر على شفاء تام من المرض.
التكلفة والمضاعفات: استثمار في الصحة
تبلغ تكلفة هذه العملية الثورية حوالي 100 ألف دولار، وهي تعتبر استثماراً مهماً في مجال القضاء على مرض مزمن. وعلى الرغم من تعرض المريض لبعض المضاعفات البسيطة مثل التهاب الأوردة وقرحة في الإصبع، إلا أن هذه الآثار الجانبية كانت مؤقتة واختفت تماماً لاحقاً.
آفاق مستقبلية: بصمة أمل للملايين
لا يقتصر الأمل على هذه الحالة الفردية، فقد سجلت حالات مشابهة نجاحاً مماثلاً، مثل حالة الأم الأمريكية مارلينا غوديل (30 عاماً) التي تماثلت للشفاء ضمن تجربة سريرية في جامعة شيكاغو. تؤكد هذه النتائج الجماعية أننا نقف على أعتاب عصر جديد في مكافحة مرض السكر، حيث قد تصبح الزراعة الخلوية المعتمدة على التعديل الجيني العلاج المعياري في المستقبل القريب، مما ينهي معاناة الملايين حول العالم.
تمثل هذه التقنية المبتكرة أكثر من مجرد علاج؛ إنها إعادة تعريف لإمكانيات الطب الحديث في مواجهة الأمراض المستعصية. بينما لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتأكد من فعالية العلاج على المدى الطويل، فإن النتائج الحالية تقدم أملاً حقيقياً بغد خال من مرض السكر النوع الأول، حيث يتحول المرض من حالة مزمنة إلى حالة قابلة للشفاء.
أقرأ ايضاً:-