“في سباق الذكاء الاصطناعي المُتسارع، تستعد أوبن إيه آي (Open AI) لإطلاق نموذجها الجديد GPT-5 لجميع مستخدمي منصتها البالغ عددهم 700 مليون مستخدم، في خطوة تُعزز هيمنتها التقنية عبر محركها الشهير ChatGPT.
الاستثمارات الضخمة وراء المنافسة:
يأتي الإطلاق في خضم موجة استثمارية غير مسبوقة يقودها عمالقة التكنولوجيا: ألفابت (مالكة جوجل ميتا (مالكة فيسبوك) أمازون مايكروسوفت (الداعم الرئيسي لأوبن إيه آي)
حيث يُتوقع إنفاق 400 مليار دولار خلال العام الجاري لبناء مراكز بيانات متخصصة
قفزة نوعية في الأداء:
صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي:
“يُمثل GPT-5 قفزة هائلة في الذكاء تفوق جميع إصداراتنا السابقة”
مُؤكداً أن التحديث الجديد سيرفع سقف قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية في الصناعة.”
Open AI تعتبر GPT-5 نقلة نوعية في عالم الذكاء الاصطناعي
فبينما كان إصدار GPT-4 السابق يعمل بمستوى معرفي يُقارن بالطلاب الجامعيين، يُعد الإصدار الجديد بمستوى خبيرٍ حاصل على الدكتوراة في أي تخصص – وفقاً لتصريحات سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI.
الأهم أن هذه التقنية المتطورة ستُدمَج في النسخة المجانية من ChatGPT قريباً، مما يُتيح لمئات الملايين من المستخدمين الوصول إلى قدراتها الاستثنائية. ومن أبرز ميزاتها الثورية قدرة النموذج على إنشاء برمجيات مخصصة حسب الطلب، كما ظهر خلال العروض التوضيحية التي كشفت عنها الشركة مؤخراً.
في هذه العروض، أظهر النوذج إمكانيات مذهلة في مجال “البرمجة بالإحساس” (Vibe Coding)، حيث يُنشئ برامج كاملة التشغيل بناءً على أوامر نصية بسيطة فقط. هذه القفزة التقنية تأتي بعد عامين فقط من الضجة العالمية التي أحدثها إطلاق ChatGPT نهاية 2022.
المعيار الحاسم لنجاح GPT-5 سيكون مدى تفوّقه النوعي على سابقه GPT-4، وما إذا كان سيتفوق على القفزات التقنية السابقة التي حققتها مختبرات الأبحاث الرائدة في المجال.”
“يؤكد خبراء الذكاء الاصطناعي أن GPT-5 أظهر قدرات استثنائية في حل المشكلات الرياضية والبرمجية، لكنهم يرون أن قفزته التقنية عن سابقه GPT-4 لم تكن بنفس حجم التطور الذي شهدته الإصدارات السابقة.
رغم هذه الطفرات، يظل النموذج الجديد عاجزاً عن منافسة العقل البشري بشكل كامل. يُوضح سام ألتمان أن غياب التعلم الذاتي – الركيزة الأساسية لمحاكاة الذكاء البشري – يحد من إمكاناته.
تتصدر أوبن إيه آي سباق الهيمنة التقنية أمام منافسين أبرزهم:
- أنثروبيك
- xAI (المملوكة لإيلون ماسك)
- عمالقة التكنولوجيا جوجل وميتا
فيما تُعزز مايكروسوفت تحالفاتها عبر دمج GPT-5 في منتجاتها قريباً.
على الصعيد المالي، تدرس الشركة صفقة لبيع أسهم لموظفيها الحاليين والسابقين بتقييم مبدئي يناهز 500 مليار دولار، مما يعكس نمواً استثنائياً في قيمتها السوقية منذ إطلاق ChatGPT.”
منذ إطلاقه قبل ثلاث سنوات، أحدث ChatGPT ثورة في عالم التكنولوجيا بتقديمه مفهوم الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث أذهل المستخدمين بقدرته الفائقة على محاكاة الكتابة البشرية في النثر والشعر، ليصبح أسرع التطبيقات نمواً في التاريخ الحديث.
وتواصلت القفزات النوعية مع إصدار GPT-4 في مارس 2023، الذي تفوّق بشكل مذهل على سابقه GPT-3.5. ففي اختبارات المحاماة: سجّل GPT-3.5 أداءً ضمن أسوأ 10% من المتقدمين بينما حلّ GPT-4 ضمن أفضل 10% بفضل تعزيز القدرات الحاسوبية وضخامة البيانات التدريبية.
لكن مسيرة التطوّر واجهت عائق جدار البيانات كما حذّر إيليا سوتسكيفر، الرئيس العلمي السابق لأوبن إيه آي حيث لم يعد نمو البيانات موازياً للتوسع الحاسوبي، مما يهدد استمرار التحسينات الأسية التي عهدتها الصناعة. تواجه نماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى تحديات جذرية في التطوير، أبرزها نضوب مصادر البيانات – حيث تُدرَّب هذه النماذج على مجموعات بيانات شبه شاملة من الإنترنت، دون وجود بدائل نصية بشرية كافية.
التحديات التقنية المُركبة:
مخاطر فشل التدريب: تستغرق دورات تدريب النماذج أشهراً، مع صعوبة توقع الأداء النهائي بسبب تعقيد الأنظمة. اختناق البيانات: انعدام مصادر جديدة تُواكب التوسع الحاسوبي (إشكالية “جدار البيانات”)
الحل الثوري: الحوسبة وقت الاختبار
كشف GPT-5 عن نهجٍ مبتكر يُدعى “الحوسبة وقت الاختبار” (Test-Time Compute)، يمنح النموذج وقتاً أطول لـالتفكير العميق في الأسئلة المعقدة. هذه التقنية – المتاحة لأول مرة للجمهور – تمكّن الذكاء الاصطناعي من:حل مسائل رياضية متقدمة معالجة استدلالات منطقية متعددة الطبقات اتخاذ قرارات تحليلية دقيقة
رؤية ألتمان الاستراتيجية
يؤكد رئيس أوبن إيه آي أن هذه التقنية تمثل: “عنصراً محورياً لبناء ذكاء اصطناعي يخدم البشرية”مُحذراً من أن البنية التحتية العالمية الحالية غير كافية، وداعياً إلى:”استثمارات ضخمة لجعل الذكاء الاصطناعي متاحاً محلياً في جميع الأسواق”
أقرأ ايضاً:-
اكتشاف المزيد من ترند ميديا
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
