توفي فتح الله غولن، زعيم جماعة “خدمة”، عن عمر يناهز 83 عامًا في مقر إقامته بولاية بنسلفانيا الأمريكية، بعد سنوات طويلة من إثارته للجدل وتحريكه لعواصف سياسية في تركيا. الصحيفة التركية “ديلي صباح” نقلت خبر وفاته، وأشارت إلى أنه كان مقيمًا في الولايات المتحدة منذ أواخر التسعينات.

تتهم الحكومة التركية فتح الله غولن بالمسؤولية المباشرة عن محاولة الانقلاب الفاشلة اللي وقعت في تركيا بمنتصف يوليو 2016، والتي راح ضحيتها مئات الأشخاص. ورغم هالادعاءات، غولن أنكر تماما تورطه في أي نشاط مرتبط بالانقلاب، وكان دائما يقول إنه بريء.

غولن وُلد في تركيا عام 1941، وبدأ حياته كإمام في جامع “أوج شرفلي” في أدرنة، وبعدها انتقل لأزمير حيث بدأ نشاطه الدعوي في جامع “كستانه بازاري”. تأثر غولن بأفكار التصوف، وكان يعتبر من أتباع الطريقة الصوفية المتأثرة ببديع الزمان سعيد النورسي.

عام 1999، انتقل غولن للولايات المتحدة، حيث عاش في منطقة جبال بوكونو بولاية بنسلفانيا. وبالرغم من وجوده في “منفى” اختياري، إلا أن حركته “خدمة” توسعت بشكل كبير في تركيا وخارجها، من خلال بناء المدارس والمراكز الإعلامية، وجذب ملايين المؤيدين.

غولن كان في فترة حليف للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكن علاقتهم تدهورت بشكل كبير، خاصة بعد أن شعر أردوغان أن حركة “خدمة” تسعى لبناء كيان موازي داخل تركيا. بعد هالخلاف، بدأت الحكومة التركية باتهام غولن بمحاولة اختراق المجتمع التركي، بما فيه القوات المسلحة والمؤسسات الحكومية.

حركة “خدمة” اللي أسسها غولن قبل حوالي خمسين سنة، معروفة بنشاطها التعليمي والإعلامي، لكنها تعرضت لحملات واسعة في تركيا بعد محاولة الانقلاب، وتم اتهام أنصارها بالتسلل لمؤسسات الدولة والجيش.

ما قبل هذه الأحداث، كان غولن شخصية دينية مؤثرة في تركيا، حيث عمل إمامًا في مساجد عدة وبدأ نشاطه الدعوي في شبابه. كما تأثر بأفكار بديع الزمان سعيد النورسي، وركّز نشاطه على تعزيز التعليم ووسائل الإعلام عبر حركة “خدمة”. هذه الحركة نمت وانتشرت بشكل واسع داخل تركيا وخارجها، وشهدت دعمًا كبيرًا في مجالات التعليم والإعلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

انضم مع مشترك 1
Skip to content