هديل عليان يا جماعة.. في وسط الدخان والألم اللي دايماً بيوصف غزة.. طلعت لينا وجوه بتنور الدنيا.. هي واحدة من المع الوجوه. أعلامية فلسطينية ولدت في دولة قطر عام 1992. خذت على عاتقها أنها تقول قصص الناس هناك.. من غير ما تزيف.. من غير ما تزيد..


ليه هديل عليان بتكون مختلفة؟
– كذلك ما بتستخدمش لغة التقرير الجاف. بتكلمك وكأنها جارك اللي عايش في الحارة.. بتقول تفاصيل صغيرة تخلق الصورة الكبيرة قدامك.
– علاوة على صوتها ما بين الحزن والأمل.. مرة تسمعها تقرأ خبر عن ضحايا.. تبكي. بينما تسمعها مرة أخرى تضحك مع طفل عائد لمدرسته تحت الركام.
– مش مجرد مذيعة.. حيثما تدوس على الأرض.. بتصور من قلب الحدث.. وبتعيش مع الناس لحظات الخوف والفرح.

رحلتها من “أنا كاتبة” لـ “أنا صوت غزة”
بدأت في كتابة قصص صغيرة في مجلات محلية. كان همها الوحيد إنها توصل صوت المهمشين.. لغاية ما لقوا فيها الجرأة الإنسانية.. اللي خلت قنوات كتيرة تستضيفها.. لكن هي اختارت تركز على غزة.. تقول: “الجرح هنا أعمق.. والقصص هنا أهم”.

التحديات اللي واجهتها
محدش قال إن الطريق كان سهل.. اتهموها بالانحياز.. على سبيل المثال قالوا إنها بتضخم الأحداث.. ومن ناحية أخرى وصلت لدرجة إنها اتعرضت لتهديدات.. لكن إصرارها كان أقوى.. “أنا بس بنقل اللي بعينيه”.. دي الجملة اللي دايماً ترددها.

هل تعرفون هديل عليان غير الشاشة؟
– عشقت الرسم من وهي صغيرة.. ولسة بترسم لوحات بتعبر عن غزة في أوقات فراغها.
– بتجمع كذلك تبرعات سراً. من صحابها علشان تساعد عائلات فقدت بيوتها.
– مش مهتمة بالشهرة. مرة رفضت مقابلة في برنامج كبير علشان “الوقت اللي هقضيه هناك ممكن أروح لأسرة محتاجة ” هاكذا تحدثت.
خلينا نفتح موضوع شائك شوية عن هديل عليان..
على سبيل المثال في ناس بتسأل: ليه دايماً بنحتاج وجوه زيها علشان نعرف غزة؟.. الإجابة ببساطة: لأن الحكي عن الألم بلا روح ما بينفعش. لازم يكون في عين بتدمع.. ويد بترتعش.. وصوت بيتقطع.. علشان العالم يصدق.. علشان العالم يتحرك.
في النهاية..
هي مش مجرد إعلامية.. هي ظاهرة إنسانية. وجه غزة الجميل اللي بيذكرنا إن وراء الأرقام والقنابل. في ناس.. هناك أحلام. ويوجد أطفال بيحلموا بسماء من غير دخان..
لو كنت لسه ما تعرفهاش.. ادخل شوف أي تقرير ليها.. هتحس إنك قريب من غزة أكتر من أي وقت.. هاكذا. هتكتشف إنك قادر تحب حتى في زمن الكراهية.