قصص قبل النوم: واقع وعبرة عن تربية الأطفال
الصباح الباكر: بداية يوم مضطربة
في السابعة صباحًا، استيقظ الطفلُ الصغير وأيقظ والدته، لكنها لم تنهض من نومها. بدأ يبكي وهو يقول: “أمي، أنا جائعٌ وأريد فطورًا!”، فصرخت الأم في وجهه: “أي فطورٍ هذا؟ ارجعْ إلى فراشك الآن!” هرب الطفلُ خائفًا من صوتها الحاد، واتجه إلى التلفاز وجلس أمامه قليلًا، ثم قرر الذهاب إلى المطبخ ليُحضِّر فطورًا بنفسه. حاول الوصول إلى الرف العلوي في الدولاب، لكنه سقط أرضًا، وحطم بعض الأكواب والصحون.
الظهيرة: صراخٌ بدلًا من الحوار
أسرعت الأم إلى المطبخ، فوجدت الطفل مختبئًا تحت طاولة الطعام. أمسكت أم الطفل بذراعه وضربته غاضبةً: لماذا لم تُخبرني أنك جائع؟ هرب الطفل دون أن يأكل لقمةً واحدة. عند الثانية ظهرًا، أعدت الأمُّ الفطورَ، فأكل الطفلُ بشراهة حتى اتسخت ملابس الطفل الصغير. نظرت إليه أمه وصرخت: “محمد ابن خالتك في مثل سنك وهو أذكى منك!” انهمرت دموع الطفل الصغير وهرب إلى فناء المنزل دون أن يُكمل طعامه.
العصر: غياب الأب وانشغاله
في الثالثة عصرًا، عاد الأبُ من العمل، فرحب به الطفلُ بحماس وحاول مشاركته أحاديثه عن فيلم شاهده أو عن ابن الجيران، لكن الأب كان منهكًا فلم يُجبه وغلبته سنة النوم.
المساء: إهمالٌ وعتابٌ مستمر
عند الخامسة مساءً، اجتمعت صديقات الأم في المنزل. ارتدى الطفلُ ملابسَه الجديدة وهمَّ بدخول غرفة الضيوف، فجذبته أمه بعنف وقالت: “اذهبْ إلى التلفاز أو العبْ مع أولاد الجيران!” في الثامنة مساءً، عاد الطفلُ بملابسه المتسخة وبكى. صرخت أمه: “ماذا فعلت بملابسك؟!” حاول أن يشكو لها تعرُّضه للضرب من أحد الجيران، لكنها عاقبته قبل أن يُكمل حديثه.
نهاية اليوم: حبٌّ مشروط
التاسعة مساءً: جلس الجميع لتناول العشاء. حاول الطفلُ التحدث إلى أبيه عن مشكلته مع الجيران، لكن الأب قطع حديثه: “أنا مرهقٌ ولا وقت لخرابيطك!” في العاشرة مساءً، نام الطفلُ أمام ألعابه. حملته أمه إلى الفراش، قبلته بحنان وهمست: “أحبك يا أشقى طفل في العالم!” ضحك الأب وقال: “نسأل الله أن يعيننا على تربيته.”
السؤال الأهم: هل هذه تربية صحيحة؟
هل يُعد الصراخ والضرب والإهمال أساليبَ تربوية ناجحة؟! متى سنتوقف عن تكرار هذه الأخطاء؟!
قصص قبل النوم والعبرة في التربية تحتاج إلى وعي
التربية ليست مجرد حبٍّ عاطفي، بل هي مسؤوليةٌ تحتاج إلى صبرٍ وحكمةٍ. يجب أن نستبدل الصراخَ بحوارٍ هادئ، والضربَ بفهمٍ لمشاعر الطفل، والإهمالَ بوجودٍ فعّال. لنقرأ مع أطفالنا قصصًا تعليميةً قبل النوم، ونغرس فيهم القيمَ بأساليب تحفظ كرامتهم وتُنمِّي ثقتهم بأنفسهم وأن نستمر بقراءه قصص قبل النوم لكي نستفيد من هذه القصص.