اخبار العالم

أنخفاض اسعار النفط خسائر أسبوعية تفوق 12% هي الأكبر منذ مارس 2023

(وابقوا تابعين “اسعار النفط” من اجل فهم كيفية تحديد نزول الأسعار وصعودها

دعونا نتحدث بصراحة.. ما حصل في أسبوع واحد في سوق النفط، ليس مجرد انخفاض سعر عابر. هذه صدمة بمعنى الكلمة. تخيل.. اسعار النفط سقطت بشدة وخسرت أكثر من 12% من قيمتها هذا رقم مرعب، ونادراً ما نرى شيئاً كهذا منذ سنتين (2023). يعني تقريباً سنة كاملة والأسواق كانت شبه مستقرة، وجاء هذا الأسبوع وضرب البرميل ضربة قوية.

الجمعة الماضية، حاول السوق أن يستعيد عافيته قليلاً. خام برنت القياسي العالمي حاول أن يستقر حول 67. 77 دولار للبرميل. والنفط الأمريكي ارتفع قليلاً ليصل حوالي 65. 52 دولار. هل هذا جيد؟ لا بالطبع! الزيادة الصغيرة في آخر يوم لا يمكن أن تعوض الخسائر الكبيرة التي حدثت طوال الأسبوع. الخسارة كانت قوية، تجاوزت 12%، مما يعني أن الثقة في أسعار النفط تعرضت لاهتزاز كبير.

ما هي المشكلة؟ لماذا انخفض اسعار النفط فجأة؟

القصة ليست بسيطة.. إنها مجموعة من الأسباب

السبب الأول: أمريكا والصين..

هل أصبحوا أصدقاء هذا كان مصدر قلق للسوق منذ فترة. التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم دائماً يجعل اسعار النفط متقلبة. فجأة، ظهرت أنباء عن توصلهم لاتفاق تجاري جديد. أمريكا وافقت على تخفيف بعض القيود الصعبة التي فرضتها على الصين. وفي المقابل، ستسمح الصين بتصدير سلع استراتيجية هامة لأمريكا، مثل المعادن النادرة التي تدخل في صناعات حساسة كصناعة الطائرات والتوربينات. طبعاً، الرئيس الأمريكي السابق (ترامب) – الذي كان في الحكم وقتها

– وصف هذا الاتفاق بأنه “عظيم”! لكن ما علاقة هذا باسعار النفط العلاقة واضحة. عندما تنخفض التوترات بين أمريكا والصين، يقل الخوف من حرب تجارية قد تؤثر على الاقتصاد العالمي. وإذا ضعُف الاقتصاد العالمي، ينخفض الطلب على النفط. لهذا السبب، لاحظ المستثمرون تحسن العلاقات وخفّ قلقهم من تراجع الطلب، وبدأوا ببيع براميل النفط التي بحوزتهم. وبالتالي، حدث ضغط مفاجئ على اسعار النفط.

السبب الثاني: إيران وإسرائيل..

هل هدأ الوضع بينهما؟ منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً الدول المنتجة للنفط مثل إيران، دائماً ما تكون منطقة توتر. أي حدث صغير هناك يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع اسعار النفط بشكل مفاجئ بسبب قلق التجار من انقطاع الإمدادات. في الفترة الأخيرة، شهدنا تبادل تهديدات قوية بين إيران وإسرائيل. كان هناك قلق من أن يؤدي هذا التصعيد إلى التأثير على إنتاج أو تصدير النفط من المنطقة. فجأة، خلال الأيام الأخيرة، هدأت الأمور قليلاً. التوترات خفت، والتهديدات تراجعت. من الطبيعي أنه عندما يهدأ التوتر الجيوسياسي في تلك المنطقة، تبدأ “زيادة الخطر” المضافة على سعر البرميل

– والتي يسعى التجار لتحصيلها كمقابل للمخاطرة

– في الاختفاء. وهذا يعني بشكل مباشر أن أسعار النفط ستنخفض. وهذا ما حدث بالضبط. عندما انخفض الخوف من الحروب أو الاضطرابات، تم تعديل السعر نحو الانخفاض. جزء كبير من الخسائر الأسبوعية يعود للهدوء النسبي الذي حدث في العلاقة الإيرانية الإسرائيلية.

السبب الثالث: أمريكا وكندا.. الأمور تزداد توتراً

هذا السبب يأتي عكس الأول، ولا يهدأ! بل، التوتر بين أمريكا وكندا زاد بشكل مفاجئ ومخيف. أمريكا أعلنت فجأة أنها “أنهت” أي مفاوضات تجارية مع كندا! وهددت بفرض رسوم جمركية جديدة عليها في الأيام القادمة! لماذا كل هذا؟ لأن كندا قررت فرض ضرائب على خدمات الشركات التكنولوجية الأمريكية التي تعمل هناك. ووصفت أمريكا هذا القرار بأنه “هجوم مباشر وصارخ”

ما علاقة هذا باسعار النفط العلاقة وثيقة جداً.

التوتر التجاري بين دولتين كبيرتين ومتجاورتين مثل أمريكا وكندا، يخلق حالة من عدم الاستقرار في أمريكا الشمالية بشكل عام. الاقتصاد يتأثر، حركة التجارة تبطئ، وتتراجع توقعات النمو. كل هذا يؤثر سلباً على التوقعات المستقبلية لطلب النفط في هذه المنطقة التي تستهلك كمية كبيرة جداً. عندما يرى التجار أن التوتر التجاري يتزايد في منطقة مهمة كهذه، تنخفض توقعاتهم للطلب العالمي على النفط.. مما يضع ضغطاً آخر على اسعار النفط نحو الانخفاض. الخوف من نشوب حرب تجارية بين أمريكا وكندا يسهم في هذه الخسائر الكبيرة.

هناك عوامل أخرئ لها تأثير على سعر النفط؟

أكيد في السياسة مش لوحدها اللي لها تأثير.. ايضاً الاقتصاد له دور:

الطلب العالمي: حالة القلق في هذا الصيف! الصيف عادة بيكون وقت قوي لنمو الطلب على النفط، خصوصاً بسبب السفر ومستخدمي السيارات. لكن في الوقت الحالي، في عدة مناطق بالعالم، فيه شكوك. التضخم لسه مرتفع في أماكن كثيرة، وده بيخلّي الناس يخففوا من نفقاتهم، وده بيأثر على السفر والسياحة. كمان، بعض المؤشرات الاقتصادية الأخيرة في أمريكا والصين وأوروبا ما كانتش بشارة خير. لما الاقتصاد العالمي مش متأكد، الطلب على الطاقة ممكن ينزل.. وده كمان يؤثر على أسعار النفط. التجار بياخدوا بالهم من الشواهد دي وبيحسبوا حساباتهم.

المخزونات: مستويات التخزين في ارتفاع تقارير كتير بتشير إن المخزونات من النفط الخام والمنتجات البترولية (زي البنزين والسولار) في أمريكا خصوصاً وفي أماكن تانية، كانت فوق التوقعات في الأسابيع الأخيرة. المخزونات الكبيرة دي بتدل على إن المعروض من النفط أكبر من الطلب أو الطلب مش بنفس القوة. في الحالتين، وجود فائض من المخزونات دي بيدغط على أسعار النفط. لما العرض يزيد وكمان التوقعات تكون سلبية، السعر بينخفض.

المفاجأة غير المتوقعة: الكهرباء تأخذ مكان النفط ماتفاجئش! الزيادة السريعة في مستخدمي السيارات الكهربائية، والاستثمار في الطاقة المتجددة (الشمس والرياح)، لها تأثير خفي لكن مهم على المدى البعيد. المستثمرين الكبار بيفكروا: “هل سيظل الطلب على النفط قوي بعد عشر سنوات؟”. الشكوك دي تخلي بعضهم يترددوا في الاستثمار في توقعات ارتفاع اسعار النفط لفترات طويلة، وده يقلل من الدعم النفسي للسعر الحالي. فكرة إن بدائل الطاقة بتاخد مكانها بسرعة تخلي الأجواء مليانة حذر.

دعونا نفكر قليلاً.. هل الخسارة هذة نهاية المطاف للنفط أم ممكن تكون فرصة الوضع الحالي حساس جداً. اسعار النفط بتواجه ضغوط كثيرة: سياسية واقتصادية واستراتيجية. الانخفاض الحاد هذا ليس بالضرورة يعني إن البرميل سيكمل في الهبوط. في احتمالات عديدة:

لو استمر السلام بين أمريكا والصين، واتفقوا فعلاً على التجارة.. وايضاً لو ظل التوتر بين إيران وإسرائيل تحت السيطرة.. فممكن الضغط ينزل قليلاً . الثقة بترجع ببطء.

لكن لو حصلت أي مفاجأة سلبية جديدة: أي تصعيد بين أمريكا وكندا وتطبيق فعلي للرسوم.. أو عودة التوتر في الشرق الأوسط بشكل خطير.. أو حتى بيانات اقتصادية ضعيفة جداً من أمريكا أو الصين.. سيكون من الممكن الخسارة تستمر. اسعار النفط حساسة جداً للأخبار السيئة.

من جانب آخر.. النزول الكبير هذا ممكن يشجع بعض المستثمرين الذين يفكرون في المدى المتوسط، إن السعر سيبقى في مرحلة “مغرية” للشراء. يعني يشتروا البرميل الرخيص ويتوقعوا إنه سوف يزداد في المستقبل. لو حدث هذا بكميات كبيرة، ممكن يوقف النزول ويبدأ السعر يرتفع مرة أخرئ . هذا ما يسمى “ارتداد فني”. أيضاً، “أوبك+” (المنظمة المسؤولة عن إنتاج النفط عالمياً) ممكن تقرر تتدخل لو اتجهة السوق في الأتجاه خطر عليها. تقلل الإنتاج قليلاً من أجل تدعم الأسعار. هذا أيضاً سيناريو محتمل لو الخسائر زادت بشكل كبير.

خلاصة القول.. النفط في مرحلة حساسة: الوضع الراهن: ضغوط انخفاض قوية، خسائر تاريخية، وثقة متزعزعة.

القيادات: السياسة (توتّرات أو هدوء) لها تأثير كبير حالياً، بجانب العوامل الاقتصادية (الطلب، والمخزونات).

المستقبل: غير واضح. فيه مؤيدين لاستمرار النزول، وايضاً ناس شايفين إن السعر وصل لقاع مؤقت وفرصته جيدة.

نصيحة مهمة: لا تقف عند العنوان ، لا تقرأء عنوان مثل “النفط خسر 12%” وتعتقدوا إن الموضوع انتهى. لا فهم اسعار النفط يحتاج متابعة مستمرة. لماذا لأن العوامل التي بتحرك السوق معقدة ومتداخلة: السياسة في الدول الكبرى، التوترات في مناطق الإنتاج، القرارات الاقتصادية، تقارير المخزونات، وتوقعات النمو. كل يوم في خبر جديد يمكن يغير كل شيء. السوق بيتأثر بالعواطف والتوقعات مش دايمًا بناءً على المنطق.

كيف تتابع وتفهم مواقع الأخبار الاقتصادية الموثوقة: تابع تحليلات السوق يومياً.

تقارير من مؤسسات معروفة: مثل تقارير وكالة الطاقة الدولية (IEA) أو منظمة أوبك.

بيانات المخزونات الأسبوعية: خصوصاً في أمريكا، بتأثر مباشرة على الأسعار.

استمع لآراء المحللين: بس كن حذراً ، الآراء ليست نصائح استثمارية كل واحد له وجهة نظره.

فهم الأساسيات: العلاقة بين الاقتصاد العالمي وطلب النفط، تأثير التوترات الجيوسياسية، وقوة الدولار الأمريكي (لأن النفط يتسعر بالدولار).

سؤال مفتوح: فرصة أم فخ دعونا نتحدث: هل تعتبر الخسارة الكبيرة في اسعار النفط التي وصلت لـ 12% في أسبوع، فرصة للشراء أم تعتقد أن هناك استمرار للنزول لماذا ؟ شارك رأيك في التعليقات تحت تجربتك أو وجهة نظرك ممكن تفيد آخرين كثيراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى